قضت الغرفة الجنجية الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بفاس، صباح أمس الخميس، ببراءة المدعو محمد البلدي، المتهم ب"زعزعة عقيدة مسلم". وكان المتهم (31 عاما)، المتابع في حالة سراح، بتهمة "زعزعة عقيدة مسلم، والتبشير، واستقطاب شباب بإقليم تاونات"، أدين بسنتين ونصف السنة حبسا نافذا، في شتنبر 2013 من طرف الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بتاونات. وقال محمد الشهبي الوزاني بن عبد الله، دفاع المتهم، من هيئة فاس، في تصريح ل"المغربية"، إن قرار استئنافية فاس بتمتيع موكله بالبراءة، جاء بناء على عدم كفاية الأدلة وعدم وجود إثباتات تؤكد أن موكله استعمل وسائل لاستقطاب شباب بإقليم تاونات من أجل الدخول في الديانة المسيحية واعتناقها، التي بنيت عليها متابعته من أجل تهمة "زعزعة عقيدة مسلم"، موضحا أن القانون المغربي لا يعاقب الأشخاص على تغيير ديانتهم، وأن موكله اعترف بتغيير ديانته فقط، وبالتالي، إطلاق سراحه وإغلاق الملف. وأضاف الدفاع أن الشاهدين (أحدهما قاصر والثاني بالغ) من المنطقة التي يتحدر منها موكله، أقرا أمام المحكمة أن موكله اعترف لهما أنه غير ديانته إلى الدين المسيحي، لكن لم يثبت عليه أنه حاول استمالة أحد لاعتناق المسيحية. وكانت استئنافية فاس متعت المتهم بالتبشير واستقطاب شباب بإقليم تاونات لاعتناق المسيحية، حسب أوراق الملف، بالسراح المؤقت، بعد أسبوع من تعيينه استئنافيا بعد استئناف الحكم الابتدائي، وقضائه 28 يوما رهن الاعتقال. يذكر أن المتهم، الذي أحدثت واقعة اعتقاله من طرف عناصر القيادة المحلية بإحدى قرى منطقة عين عايشة بإقليم تاونات، ضجة كبيرة على الصعيد المحلي والوطني، كان عثر بمنزله على أقراص للتبشير للديانة المسيحية، فيما كان مواطنون اشتكوا من "محاولاته استمالة عدد من الفقراء نحو المسيحية"، وقالت السلطات الأمنية، عقب اعتقاله، إنها "توصلت بمعلومات أكيدة تفيد أن المتهم يمارس العمل التبشيري في الوسط الشبابي ويدعوهم إلى اعتناق المسيحية".