نظمت، الجمعة بمدينة الصويرة، وقفة احتجاجية تنديدا بتفويت مدرسة التفتح الفني والأدبي العمومية لمؤسسة فرنسية خاصة، في خطوة "ضمن مخطط الإجهاز على المدرسة العمومية، وتفويتها للقطاع الخاص، ما جعل مدينة الرياح تعيش على صفيح ساخن، لأن عملية التفويت جاءت بعد إخضاع المؤسسة المعنية للإصلاح والتجهيز من الميزانية العامة، لتعرض في المزاد العلني، وتوضع رهن إشارة مضاربة الخواص"، حسب تصريحات متطابقة للمحتجين. ورفعت شعارات خلال هذا الاحتجاج من قبيل: "هذا تعليم طبقي ولاد الشعب في الزناقي"، و"يا تلميذ ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح"، و"يا نساء ويا رجال اتحدوا في النضال"، استنكارا لقرار تفويت لم تتوصل الإدارات المعنية بأي مراسلة مكتوبة بخصوصه، ما أثار تذمر النقابات التعليمية وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ومنظمات حقوقية. كما صدحت حناجر المحتجين بالتأكيد على عدم الاستسلام لتفويت مدرسة التفتح الفني والأدبي الحسنية 2، التي خصص غلاف مالي ضخم لتأهيلها وتجهيزها في إطار تخصيص مؤسسات لتدريس الفنون واللغات. واعتبر المشاركون في هذا الاحتجاج أن تفويت هذه المؤسسة "يشكل صفقة أخرى من صفقات إهداء المؤسسات العمومية التي يتم تجهيزها بأموال دافعي الضرائب، في مدينة رصيدها اللامادي يقوم على الفن والأدب، للرأسمال المتوحش"، معتبرين ذلك "جريمة في حق المدينة التي عرفت برعاية الفنون"؛ كما طالبوا وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالتراجع عن هذا القرار، محذرين مما يمكن أن يشكله من ضرر للتلاميذ والأساتذة والأطر الإدارية. وأوضحت مصادر هسبريس أن مدير مؤسسة التفتح الفني الحسنية 2 بالصويرة زارته قبل أيام سيدة وأخبرته بأن عليه الاستعداد لمغادرة المدرسة، التي ستتسلمها المعنية، وبعدها شرع في نقل بعض التجهيزات، لكن الحركة الاحتجاجية التي أثارها القرار جعلت عملية نقل المحتويات تتوقف، ما أثار تذمر المتابعين للشأن العام بمدينة الرياح من الغموض الذي يكتنف هذا التصرف ومن يقف وراءه. وفي السياق نفسه، أكدت المصادر ذاتها أن مدير مؤسسة التفتح الفني لم يتوصل بمراسلة رسمية، ما يفيد بأن الجهات المعنية بقطاع التربية والتكوين لا تتوفر هي الأخرى على أي وثيقة بهذا الخصوص، وأضافت أن هوية صاحب القرار لا تعرف، كما لا تعرف طبيعة الإجراء، هل هو تفويت أم وضع رهن إشارة؟ ما أثار حفيظة النقابات التعليمية بإقليم الصويرة، والفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، والمنظمة المغربية لحماية المال العام والدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية، وقدماء التلاميذ. وقال بيان لجمعيات آباء وأمهات التلامذة بالمغرب، تتوفر هسبريس على نسخة منه: "في جنح الظلام وقبل ولادة الحكومة الجديدة، وفي خطوة غير مسبوقة، تقدم الوزارة الوصية على قطاع التربية والتكوين على تفويت مؤسسة التفتح الفني والأدبي 'الحسنية 2'، التابعة للمديرية الإقليمية للصويرة"، مضيفا: "يعتبر هذا التصرف ضربة موجعة للمدرسة العمومية، ومن شأنه أن يؤثر سلبا على مجانية التعليم المستندة إلى مبدأ تكافؤ الفرص، ما يكشف النقاب عن حجم تأثير بعض اللوبيات داخل هذا القطاع الحيوي". المنظمة الحقوقية نفسها تساءلت "كيف تسمح حكومتنا بتقديم مؤسسة عمومية ممولة ومجهزة من أموال دافعي الضرائب للمستعمر السابق، وبشكل مجاني؟"، ودعت إلى فتح تحقيق جدي ونزيه للوقوف على كل الملابسات التي أحاطت بهذه الصفقة، ومحاسبة كل من يثبت تورطه، وفق مضمون البيان الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه. يذكر أن هذا النوع من المؤسسات التعليمية جاء في إطار تفعيل إجراءات الرؤية الإستراتيجية-2015-2030- لوزارة التربية الوطنية، ولتحقيقها نتائج ملموسة في المجالات الفنية والأدبية لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية. ويشار إلى أن مؤسسة التفتح الفني والأدبي بالصويرة ظلت مغلقة، رغم إصدار مذكرات وزارية تنظيمية. كما كانت هذه المدرسة تستقبل ما يفوق 1000 من المستفيدين، من المستويات الدراسية الابتدائية والثانوية. وتوفر مؤسسة التفتح الفني والأدبي للصويرة، التي تعد من أنشط وأهم المؤسسات جهويا ووطنيا، حسب تقارير وتصريحات لجان التفتيش الجهوية ولجان التقويم والافتحاص للمفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، ورشات في الفنون التشكيلية، واللغات الأجنبية، والمسرح، والصوت والصورة، والموسيقى، وورشات للتفتح العلمي والمعلوماتي.