عبّر عمر زكرياء أبو القاسم، رئيس الجالية السودانية بالمغرب، عن امتنانه للسلطات المغربية على المساعدات الإنسانية الموجهة لفائدة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مؤخّرا عددا من الولايات في جمهورية السودان، معتبرا إيّاه دليلا على عمق العلاقة المغربية السودانية. وبعدما تقدم مساعد رئيس المجلس الأعلى للجاليات، وهو الناطق الرسمي باسم الجاليات السودانية بالخارج، بشكره للمغرب على ما قدمه للشعب السوداني من مساعدات في محنته، أوضح أبو القاسم في تصريح لهسبريس، أن العلاقة المغربية السودانية الوحيدة في المنطقة العربية التي لم تشهد أي توترات عبر تاريخ البلدين، مؤكدا "أنها ظلت نقية ولم تشُبْها أي شائبة نهائيا". أبو القاسم عبّر عن أمله في أن تأخذ هذه العلاقات التي وصفها بالاستراتيجية مسارا آخر يتجسد في التكامل الاقتصادي والسياسي، مشيرا أنّ هذا التكامل ستكون له آثار إيجابية على البلدين، "وما مبادرة التضامن، إلا خير دليل على هذا"، يقول رئيس الجالية السودانية. ووجه المتحدث نفسُه رسالة إلى حكومة بلاده، داعيا إياها لوضع استراتيجيات متكاملة لحماية المواطنين من المخاطر البيئة، معتبرا أن الوضع الحالي ورغم الإعانات التي توصلت بها وكانت قياسية، خصوصا من طرف المغرب، والتي تسدّ رمق المتضررين، إلا أن غزارة الأمطار جعلت المواطنين يعانون من إشكال البحث عن أراضي يابسة لنصب خيامهم في ظل رفضهم مغادرة مناطقهم المنكوبة، وذلك بسبب ضعف البنية التحتية. جدير بالذكر أن عدد الطائرات التي وصلت مطار الخرطوم الدولي من المغرب بلغت عشْرا، محملة بمساعدات إنسانية مغربية موجهة لفائدة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مؤخرا عددا من الولايات في جمهورية السودان. وكانت الدُّفعة الأولى من المساعدات الإنسانية قد وصلت إلى الخرطوم على متن ثلاث طائرات (حوالي 16 طنا من الأدوية وأزيدَ من 30 طنا من المواد الغذائية)، فيما حطّت في اليوم الموالي طائرتان مُحمّلتان بكميات كبيرة من المضخات والخيام؛ كما حطت الأربعاء المنصرم بمطار الخرطوم طائرتان وعلى متنهما مولّدات كهربائية ( 22 مولدا) وموادَّ غذائية ( زيت و علب مصبّرة )، قبل أن تصل يوم الجمعة الماضي طائرتان تحملان خياما ومواد غذائية إضافية (أرز وعلب مصبرة) ومولدات كهربائية.