أقتل أيها الفرعون المزين بنياشين الخيانة والمدجج بعتاد الغدر، أقتل هؤلاء الفاشيين الذين يزعجون راحتك بهتاف سلميتهم في النهار ويؤرقون نومك بصلواتهم في السَّحَر. اخنقهم بالقنابل المسيلة لغازات حقدك، وأقتلهم ببنادق قناصة كبريائك، وهشم رؤسهم تحت صفائح دبابات جبروتك، اذبحهم بخناجر بلطجية طاغوتك. أحرق أجساد جرحاهم وجثامين قتلاهم بحطب إعلامك الناعق بتعاويذ الشياطين. ضع جثثهم المسجاة على مشاوي باعة رصيف أحذيتك الغليظة من ديموقراطييك المزعومين. أحرقهم فقد ادعوا الشرعية والديموقراطية في وجود جلالتك، ولبسوا كفن الشهادة في حضرة قدسيتك. اسحقهم كالصراصير واقتلهم كالحشرات واسفك دماءهم الرخيصة، ألست حامل رسالة الإله المقدسة التي وقعها "البابا" و"الإمام" لتقتل موسى الفتان باسم عيسى والعدنان، ألست المفوض من "تمردك" لتقضي على الإرهابي الشيطان. قل لهم أنا ربكم الأعلى أرهم ما ترى واهدهم سبيلك رشدا، فإن أبووا فض اعتصام كرامتهم، وإن رفضوا إخلاء ميدان عزتهم، وإن لم يكفوا عن طلب ديموقراطيتهم، فالعب هوايتك المفضلة في القنص والحرق والقتل، اقضي على هؤلاء الإرهابيين الفاشيين فقد عصوك بسلميتهم، واصْلِهِم نارا تشوي الوجوه فقد استفزوا رجولتك بصدح الحق بأفواههم. اقضي عليهم فقد استفزوا نخوتك لأنهم لم يبسطوا أيديهم إليك ليقتلوك بعدما بسطت يدك إليهم لتقتلهم. انزع عنهم طهر عذريتهم واكسهم زي البهتان. وابني بجماجمهم وعظامهم ولحومهم المتفحمة أهرامات عظمتك المجنونة ومجدك القاتل وزعامتك النرجسية. ثم قل بعد ذلك أنك وريث الثورة وزعيم الأمة ونبيها. يا سحرة فرعون و حراس المعبد، أيها المتشدقون بالديموقراطية والناعقون بالحرية، يا كهنة الليبرالية، أيها القديسون الجدد في محراب الأمريكان والشاربون من كأس صهيون والمتعلقون بأهداب سعود وآل نهيان، يا من ألقيتم بمبادئكم في غياهب النسيان، ونحتْتُم الكراهية في ذاكرة البهتان، يا من بعتم أنفسكم للشيطان، اكسروا صندوق الانتخاب واحرقوا أصوات مواطنيكم واحثوها بالتراب، لأنهم قوم لا يعلمون اختاروا أن يحكمهم الإرهاب. أيها المتيمون بحب الديموقراطية، يا من تغنيتم بمفاتنها وطهر جمالها وعذريتها، وبنيتم محارب لعبادتها، فلما جاءت صناديقها بغيركم قلتم فاجرة ومولودها سفاح. واستفززتم رجولة كبيركم الذي علمكم السحر ليطأ عليها بحذائه العسكري، ويئد وليدها الظلامي الرجعي المدان، وتناوبتم على اغتصاب غفتها كي ترووا عطشكم لتيجان المجد وكراسي السلطان، وقتلتموها كي تُذَاروا فضيحتكم وسرتم في جنازتها لتستروا جريمتكم. هنيئا لكم يا أدعياء الثورة بيانكم الثوري العظيم، الذي أطلقتموه من أفواه رشاشاتكم ودبابتكم وبنعيق غربان إعلامكم الكاذب وبهز بطون راقصات لياليكم الحمراء وبمنادب فناني عهركم وبهلاوس دعاة الليبرالية المزعومين. هنيئا لكم ملايينكم الهادرة في فيلمكم السينمائي المفبرك التي فوضتكم لتخرجوا فيلم رعب حقيقي في قاهرة المعز بالله ولتهتكوا عرض أم الدنيا ولتقتلوا شعبها. هنيئا لكم لقد تفوقتم على كل الجزارين والسفاحين ومصاصي الدماء ونيرون ودراكولا والنازيين والفاشيين. إنهم ينحنون أمامكم إجلالا لكم يا أساتذة القتل وفناني الإحرام. افرحوا فقد قتلتم إنسانيتكم قبل أن تقتلوا الحب والسلام، وقتلتم ضمائركم واقتلعتم ما تبقى من أخلاق لكم، قبل أن تقتلعوا الزيتون وتذبحوا الحمام. افرحوا في حفلتكم التنكرية والبسوا فيها ثوب الشماتة والتشفي لتزفوا الديموقراطية إلى مثواها الأخير، هنيئا لكم صنيعكم العظيم وانتصاركم الساحق. اشربوا دماء ضحاياكم بخبا لانتصاركم على الإرهابيين الأشرار وارقصوا على نغمات طائراتكم ومزمجراتكم ومدرعاتكم ورشاشاتكم فرحا بفتوحاتكم. لكن لا تنسوا يا مزيفي الوعي وقاتلي الحقيقة ومزوري التاريخ أن تقفوا دقيقة صمت ترحما على إنسانيتكم التي توحشت وضمائركم التي ماتت وقلوبكم التي تكلست وأكبادكم التي جفت. واعلموا أن الأهرامات التي تشيدون على جثامين ضحاياكم ستكون وبالا عليكم ومدافن لزعاماتكم. واعلموا أن موسى ناج من دماء قهركم وأنكم غارقون في بحر شرور أعمالكم وأن التاريخ سيلفظكم إلى مزابل النسيان. واعلموا أن دماء الشهداء تروي في صحراء دكتاتوريتكم وفيافي حقدكم وتخاذلكم فسيلة الديموقراطية وتسطر ملاحم العز والإباء. أما أنتم أيها الديموقراطيون الحقيقيون، مهما اختلفت ألوانكم وانتماءاتكم، علمانيون أو إسلاميون، فتيقنوا أن الحق منتصر وأن النصر صبر ساعة وأن الله غالب على أمره ولو كره الكارهون.