أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية عن توصل الرئيس عبد المجيد تبون إلى اتفاق يقضي بتعزيز جهود الإطفاء بطائرتين لإخماد الحرائق قادمتين من إسبانيا. وبعد أن ذكر الرئيس تبون، في كلمة بثها التلفزيون الجزائري، بوصول طائرتين لإخماد الحرائق قادمتين من فرنسا، كشف عن قدوم طائرة ثالثة من سويسرا في غضون الأيام الثلاثة المقبلة؛ وذلك للمساهمة في الجهود الرامية إلى إخماد الحرائق، التي اندلعت قبل أربعة أيام وأودت بحياة العشرات من المدنيين والعسكريين وخسائر فادحة. وقال المصدر ذاته إن هذه الإجراءات ستمكن من السيطرة على هذه الحرائق، في وقت يتواصل فيه الصمت الرسمي حيال عرض المغرب المساعدة في هذه العملية. وفي غضون ذلك، تستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام بمؤازرة طائرات من الخارج، في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 71 شخصا قضوا في الحرائق التي يذكيها ارتفاع درجات الحرارة. وبين قتلى حرائق الغابات 28 عسكريا كانوا يساعدون في إطفاء النيران، حسب آخر حصيلة للسلطات. وقضى 37 مدنيا في تيزي وزو وأربعة في بجاية المجاورة، بين الاثنين والأربعاء؛ بينما قضى شخصان، الخميس، في سطيف، حسب التلفزيون الحكومي. وأكد الرئيس عبد المجيد تبون، في خطاب مقتضب مساء الخميس، أن "جزءا من الحرائق سببه الأحوال الجوية؛ لكن أغلبها بأياد إجرامية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية". وأعلن تبون "إلقاء القبض على 22 مشتبها فيه إلى حد الآن؛ منهم 11 في تيزي وزو"، إضافة إلى موقوفين في عنابة وجيجل (شرق) وعين الدفلى والمدية (غرب). من جهتها، أفادت الحماية المدنية، في بيان الخميس، بأن فرقها لا تزال "تعمل على إخماد 92 حريقا عبر 16 ولاية"؛ أكبرها "37 حريقا في تيزي وزو، و15 حريقا في ولاية الطارف، و11 حريقا في بجاية، و8 حرائق في جيجل، وأربعة في سوق أهراس". وأظهرت صور فيديو التقطها وكالة الأنباء الفرنسية في تيزي وزو مساحات شاسعة من الغابات أتت عليها النيران، وتمكن أفراد الحماية المدنية وقوات الجيش ومتطوعون من إخمادها. وبدأ سكان القرى الواقعة في المناطق العودة إلى بيوتهم التي فروا منها، وقالوا لوكالة فرانس برس إن الخسائر كبيرة. وتحدث أحدهم عن فقدان كل ما يملك "لم يبق شيء. احترقت ورشتي وسيارتي في الطابق الأرضي، بينما شقتي في الطابق الأعلى لم يبق منها شيء، حتى البلاط انهار من شدة النيران". ومع ذلك، يواسي هذا الشخص نفسه بنجاته وعائلته؛ "بينما جيراني ماتوا وتركوا أطفالا وراءهم". وفي اليوم الرابع من اشتعال النيران، تصب فرق الإطفاء جهودها لإخماد عشرات الحرائق في شمال شرق البلاد وصولا إلى الحدود مع تونس التي تشهد بدورها درجات حرارة قياسية وصلت إلى 50,3 درجات في القيروان. ويشارك ثلاثة آلاف رجل إطفاء في إخماد الحرائق؛ بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية و6 مروحيات تابعة للجيش، كما أعلن الرئيس تبون.