أعلن حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، عن مغادرته رسميا حزب "الميزان" بعد خلافاته مع نزار بركة، الأمين العام للحزب، على مستوى التزكية وتدبير فروع الهيئة السياسية ورفض القيادة المركزية خوضه غمار الانتخابات الجماعية بجماعة فاس. وقال حميد شباط، في فيديو مثير للجدل نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" تحت عنوان: "نزار والمؤامرة على فاس"، إنه يعتذر الاستقلاليين على القرار الصعب الذي اتخذه وخاطب الأمين العام قائلا: "والله ما نزيد معك آسي نزار نهار". واتهم حميد شباط قيادة الاستقلال ب"تهريب الحزب من الرباط إلى جنوب المملكة"، في إشارته إلى نفوذ حمدي ولد الرشيد داخل الحزب، وتابع أن قيادات "الميزان" "لا تحترم النظام الأساسي للحزب والقانون الداخلي وقانون الأحزاب السياسية". واعتبر شباط أن هناك استقالات اليوم تهز صفوف حزب الاستقلال في كل المدن والقرى بتعبيره، مردفا أن "الشغل الشاغل لقيادة الحزب هو التفكير في نفسها من أجل الحصول على مناصب في الوزارات أو الدواوين أو المؤسسات العمومية". وأوضح الأمين العام السابق، أن "بركة باع مدينة فاس للدخول في تحالف حكومي مع حزب العدالة والتنمية من أجل نيل منصب وزاري"، وزاد قائلا: "كان لدينا أمل لكي يترأس حزبنا الحكومة المقبلة؛ لكن تصرفاتك أضاعت الفرصة". وكان حميد شباط عقد، منذ أيام، اجتماعا بمنزل محمد أوزين، القيادي في حزب الحركة الشعبية الكائن بمركز حد واد إفران. وأكد قيادي من الحركة الشعبية، في تصريح لهسبريس، اليوم الاثنين، أن هذا اللقاء جاء لمناقشة حيثيات وتفاصيل التحاق حميد شباط ومجموعة من الإخوان الاستقلاليين بحزب الحركة الشعبية. وحول ترشح شباط في الانتخابات الجماعية المقبلة باسم الحركة الشعبية، أوضح المصدر القيادي أن الأمين العام السابق لحزب الاستقلال "لم يتخذ قرارا بعد للترشح لهذه الانتخابات، وهذا القرار يلزمه هو شخصيا". وبعدما تعذر نيل رد من نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على اتهامات حميد شباط، نفى قياديان من حزب الاستقلال أن يكون وضع الحزب الداخلي بالشكل الذي تحدث عنه حميد شباط عشية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وقال عبد الواحد الأنصاري، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومنسق جهة فاس، إن موضوع الأخ شباط وتفاعلاته مسألة يجب التواصل فيها مع الأمين العام للحزب؛ لكنه شدد، في تصريح لهسبريس، أن الوضع الداخلي للحزب بالجهة "بخير بدليل التحاق عدد من الإخوان الاستقلاليين الذين كانت لهم وجهات نظر تتماشى وتتماهى مع شباط". وأكد منسق جهة فاس، في تصريحه، وجود التحاقات ب"الميزان" من فاعلين وممارسين للعمل السياسي والانتخابي بالجهة، مضيفا أن "الحزب مؤهل، اليوم، لربح الرهان الانتخابي؛ بغض النظر على ما جرى". من جهته، أوضح عمر حجيرة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، أن الأخير يوجد في وضعية تنظيمية وسياسية "جيدة والنتائج الانتخابية ستظهر أن المغاربة استرجعوا ثقتهم في الخطاب السياسي لحزبنا"، وتوقع أن يحصل "الميزان" على تقدم "كبير" في الانتخابات المقبلة. وأضاف عمر حجيرة، وهو منسق جهة الشرق، أن حزب الاستقلال "يعيش اليوم تعبئة كبيرة من قبل كل المناضلين والمسؤولين بالحزب لكي يسترجع صدارته للمشهد السياسي المغربي"، معتبرا أن مغادرة شباط "لا تحمل تأثيرا" على السير العادي للحزب.