قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن 80 بالمائة من القنصليات التي جرى افتتاحها بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية من القارة الإفريقية، معتبرا ذلك تأكيداً للسياسة الملكية التي تعتبر الأقاليم الجنوبية نقطة وصل بين المملكة وعمقها الإفريقي. وأوضح الوزير بوريطة، في تصريح صحافي على هامش تدشين مقر القنصلية العامة لجمهورية ملاوي في مدينة العيون بالصحراء المغربية أمس الخميس، أن تواجد كل هذه التمثيليات الدبلوماسية الإفريقية بالصحراء المغربية وعددها 18 قنصلية من أصل 24 تمثيلية، هو "دليل على صواب الرؤية الملكية وما يمكن أن تلعبه المناطق الجنوبية المغربية في دعم علاقات المملكة بالقارة الإفريقية". وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن ثلث الدول الإفريقية لديها اليوم تمثيلية في الأقاليم الجنوبية من مختلف مناطق القارة، من الغرب والوسط والجنوب، وكذلك من شرق القارة الإفريقية، مبرزا أن منطقة "صادك" (دول مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية) التي تنتمي إليها ملاوي لديها حضور مميز في الأقاليم الجنوبية بحوالي ثلث أعضاء المجموعة يتواجدون اليوم بقنصليات في الصحراء، ويتعلق الأمر بالكونغو الديمقراطية وملاوي وزامبيا واسواتيني وجزر القمر. وكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن دولا إفريقية أخرى ستفتحُ قنصليات في الأسابيع المقبلة في كل من مدينتي العيون والداخلة؛ وذلك "في إطار ما تجنيه الدبلوماسية المغربية من ثمار لتحرك ملكي منذ سنوات، خاصة في القارة الإفريقية". واعتبر بوريطة أن "الدبلوماسية الملكية وضعت إستراتيجية محكمة ومدروسة بقيادة الملك محمد السادس للانفتاح على مناطق من القارة الإفريقية لم يكن المغرب يقيم علاقات أو يتواصل معها"، مشيرا إلى أن "الانفتاح على دولة ملاوي بدأ قبل ست أو سبع سنوات، واليوم وصلت العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة مهمة". كما أشار المسؤول الحكومي إلى أن افتتاح هذه القنصلية يأتي في سياق احتفال الشعب المغربي بالذكرى الثانية والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، مشددا على أنه بفضل الرؤية الملكية وقع تغيير كبير في قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وأضاف وزير الخارجية أن هذه الرؤية الملكية تعتمد على تأكيد مغربية الصحراء، وتدفع نحو حل سياسي في إطار السيادة المغربية، مبرزا أن قيادة الملك للدبلوماسية أسهمت في انفتاح المغرب على دول ومناطق من مختلف ربوع القارة الإفريقية. وأورد المسؤول ذاته أنه "بفضل هذه الدبلوماسية الملكية فتح المغرب قنوات للتواصل والحوار مع عدة دول من القارة"، وزاد: "تم وضع خطط للتعاون بيننا وبينهم، والرؤية الملكية اليوم في القارة الإفريقية أعطت نتائجها، وكان لديها تأثير كبير على ما يعرفه ملف الصحراء من تطورات". ويرتقب أن يفتح المغرب، وفق بوريطة، تمثيلية دبلوماسية له في عاصمة ملاوي ليلونغوي، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مردفا بأن قنصلية ملاوي بالعيون تشكل أداة لتعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني بين البلدين.