بعد الإشادة الإفريقية والدولية بمبادرة الملك محمد السادس لإنتاج لتصنيع وتعبئة اللقاح المضاد ل"كوفيد-19′′ ولقاحات أخرى من المرتقب أن تنطلق في شهور قليلة، تسارع الجزائر الزمان لتقليد المغرب في هذا المشروع الكبير. ويبدو أن الاتفاق الذي أعلنت عنه الجارة الشرقية بخصوص تصنيع لقاح محلي بتعاون مع حليفها الروسي قد عرف تعثرا، إذ استغل "قصر المرادية" زيارة وزير الخارجية الصيني قبل أيام إلى الجزائر من أجل إقناع بكين بضرورة إنشاء مشروع مماثل للمغرب في الجزائر بشأن إنتاج لقاحات. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية بأن وفدا صينيا وصل، السبت، إلى الجزائر، لتفقد التجهيزات والمعدات الخاصة بإنتاج لقاح "سينوفاك" الصيني المضاد لفيروس كوفيد-19 على مستوى الوحدة الإنتاجية التابعة لمجمع "صيدال". وقالت وزارة الصناعة الصيدلانية في الجزائر إن زيارة الوفد الصيني "محطة جد مهمة في روزنامة إنتاج اللقاح الصيني بالجزائر"؛ لكنها لم تكشف عن أي تفاصيل أو جدول زمني لبدء إنتاج اللقاح على الأراضي الجزائرية. وفي أبريل الماضي، أعلن لطفي بن با أحمد، وزير الصناعة الجزائري، أن بلاده ستبدأ إنتاج لقاح "سبتونيك-في" الروسي المضاد لفيروس "كورونا" في شتنبر من السنة الجارية؛ لكن منذ ذلك الحين لم يتل هذا الإعلان أي إجراءات عملية ملموسة، ما دفع الكثير من الجزائريين إلى التشكيك في صدقية هذه الخطوات. وكانت العديد من المنظمات الإفريقية والدولية أشادت بالمشروع الملكي المغربي، الرامي إلى تحويل المغرب إلى قطب إفريقي في صناعة اللقاحات. ويروم مشروع إنتاج اللقاحات بالمغرب إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد ل"كوفيد-19′′ شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط. وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار. وفي الخامس من شهر يوليوز الجاري، ترأس الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد ل"كوفيد- 19′′ ولقاحات أخرى بالمغرب. وجرى التوقيع خلال هذا الحفل الكبير على ثلاث اتفاقيات؛ وتتعلق الأولى بشأن اللقاح المضاد ل"كوفيد 19′′ بين الدولة المغربية والمجموعة الصيدلية الوطنية للصين "سينوفارم"، والثانية بشأن مذكرة تفاهم حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة المغربية بين الدولة المغربية وشركة "ريسيفارم" السويدية، ثم ثالثا عقد وضع رهن إشارة الدولة المغربية منشآت التعبئة المعقمة لشركة "سوطيما" المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية، من أجل تصنيع اللقاح المضاد ل"كوفيد-19" المملوك لشركة (سينوفارم) بين الدولة المغربية وشركة "سوطيما".