منذ صباح الثلاثاء والنداءات تتوالى من كل الفعاليات بأزمور لإنقاذ نهر عاشت على ضفافه حضارات متعددة على مر التاريخ. بعد انحباس المصب منذ ما يزيد عن سنة وتحول النهر إلى بركة آسنة، بدأت الأسماك بالنفوق والطفو على سطح الماء. انسداد المصب كان نتيجة لتوقف أشغال جرف الرمال من النهر وتوسيع المصب، وقد زاد ضعف صبيب المياه من أعلى النهر بسبب السدود وقلة التساقطات من تدهور وضعية النهر البيئية. فمجاري الواد الحار لأزمور وسيدي علي تصب بدون توقف محملة بالمواد الكيماوية والعضوية. كان مشروع تصفية الواد الحار قد ظهر للوجود في 2016 بعد موافقة الجهات المعنية والسماح للوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بإقامة محطة التصفية بالغابة المجاورة لأزمور، لكن تنفيذه عرف عراقيل مسطرية عدة، ولم يتم إلى حد الآن معرفة مصير هذا الملف رغم وجود وعود بتنفيذه. الوكالة المستقلة تتحمل جزءا من المسؤولية في هذه الأزمة البيئية التي أظهرت الضرورة الملحة لعملية التصفية التي ستساهم بقدر كبير في تحسن الحالة البيئية للنهر. تبقى مسؤولية وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك كبيرة في هذا الموضوع، لأن فتح مصب نهر أم الربيع يستوجب حلا مستداما. قدم الوزير وعودا بالقيام بدراسة للمشكل وإيجاد حلول، لكن الوضع الحالي للنهر لا يسمح بأي تأخر في الدراسة والتنفيذ. ندعو كل من له القدرة على التدخل أن يقوم بأي مبادرة تخفف من هذا الوضع في أفق إيجاد حل مستدام. نهر أم الربيع شريان أزمور التي ينبض قلبها بالمياه التي يضخها فيه.