لم يكن المغربِي، نجيب، وزوجته، حنان، يتوقعان وهمَا يقضيانِ رمضان فِي الولاياتِ المتحدَة، أنَّ صباحًا من الأسبوع الثانِي لشهر الصيام، سيكونُ شاهدًا على فاجعَةٍ تحل بأسرتهما، فتردِي جميع أفرادها قتلى، بصورة استأثرت باهتمام الصحافَ الأمريكيَّة خلال اليومين الماضيين، الذِين أعقبَا مقتلهما، صباح الأربعاء المَاضِي. الزوجان المغربيان لقيَا مصرعهُمَا إلى جانب ابنتهمَا الصغيرة، عند خروجهما، ليلاً، بعد الفراغ من صلاةِ التراويح، إلى أحد المتاجر من أجل تبضع شيء للأكل، بشكلٍ اعتيادِي، قبلَ أن تباغتهما حادثَة عنيفة نجمت عن ارتطام سيارة كبيرة، على الساعة الثانية صباحًا والعشرين دقيقة، في مدينة أرلنكتون، الواقعة فِي مقاطعة تارانت، بولاية تكساس. حيث كان مقتل الأسرة على الطريق رقم 30، ما بين إيست شيز بارك وايْ وَطريق فييلدر. ولمْ يذر الارتطام العنيف لثلاث سيارات، في إحدَى مناطق أرلنجتون، فرصَة للأب نجيب وَللأم حنان وابنتهما الصغيرة نور، وقتاً لينقلُوا فيه إلى المستشفَى من أجل العلاج، نظراً إلى لفظهم الأنفاس على الفور، لخطورة الإصابة التي تسبب فيها الحادث، حيث فارق جميع أفراد الأسرة الحياة في مسرح الحادثة. واستنادًا إلى ما ذكره الناطق الرسمِي باسم الشرطة المحلية في أرلنجتون، فإنَّ السائق بنجامون راي ستيوارت، البالغ من العمر 41 سنةً، حاول الهربَ من مسروح الحادث بعدما لاحظَ سقوط ضحايَا في أعقاب الحادث، حيث كان يقود عربته خلفَ الأسرة العائدة إلى بيتها بعد اقتناء بعض المواد الغذائية من متجر في المنطقَة. بيدَ أنَّ كاميرَا المراقبَة المثبتة في الطريق السيار قادت إلى التعرف عليه، والتبين من كونه ذَا سوابق، إذْ سبق وأن قضَى عشرين يومًا فِي السجن، كما أدين سلفًا بغرامة مالية قدرها 1700 دولار. فيما رجحَ المحققون قيادته للشاحنة في حالة سكر غداة تسببه في الحادثة. إلى ذلك، نقلت صحف أمريكية محلية، عن إحدَى قريبات الزوجة الهالكة، أن الأسرة المغربيَّة انتقلت إلى الولاياتالمتحدة، سنةَ 2005، بحثًا عن حياةٍ أفضل، الزوجة حنان كانت تعمل طبيبة وكان لها صيت وسط الجالية، بينما كان يعمل زوجها نجيب، قيد حياته، ميكانيكيا في منطقة كليف دالاس، أمَّا الصغيرة نور فكانت ستتمُّ عامها الأول، في السادس من غشت المقبل، لولَا الأقدار، التِي كتبت نهاية الأسرة، بعيدًا عن أرض الوطن، فِي حادثةٍ لم تكن متوقعة، حولت الحلم الأمريكي إلى كابوس.