مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك وتزايد الإقبال على حظائر وأسواق الأغنام بإقليم الناظور، تعالت شكاوى مواطنين من ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الجاري. واعتبر عدد من المهتمين بالشأن العام بالمدينة، في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أسعار الأضاحي غير معقولة ولا تناسب الظروف المادية لعدد من الأسر الفقيرة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي خلفتها تداعيات جائحة كورونا. وقال عماد أبركان، أستاذ القانون الإداري فاعل جمعوي بالناظور: "تشهد أسواق الأغنام هذه الأيام حركية استثنائية مع اقتراب عيد الأضحى، ويمكن القول إن هناك رواجا كبيرا، وهو ما يفضي أساسا إلى نوع من العشوائية والفوضى في تحديد أسعار الأضاحي". وأضاف أبركان، في تصريح لهسبريس، أن "الكثير من بائعي الأغنام يرفعون الأسعار بشكل غير معقول مع ارتفاع الطلب، ما يستوجب تدخل السلطات المختصة لتنظيم الأسعار حسب ما يقتضي المنطق التجاري المتعارف عليه وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار". من جهته، استنكر عادل عبوسي، تاجر مهتم بالشأن العام بالمدينة، ما اعتبره "الاحتكار والتلاعب في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى"، موردا أن الكثير من "السّبابة" (المضاربين) يستغلون هذه الفرصة بالذات لشراء الأضاحي بأثمنة بخسة من مربي الماشية (الكسّابة) وإعادة بيعها بأسعار خيالية، وبالتالي يتضرر المواطن البسيط الذي يضطر إلى شراء أضحية العيد بسعر مرتفع. وطالب المتحدث ب"تكوين لجنة خاصة لمراقبة أسعار الأضاحي بالأسواق، خاصّة في هذه الأيام الأخيرة التي تعرف فيها تجارة الأغنام ذروتها، لقطع الطريق على تجار الطمع والاحتكار"، على حد قوله. وتعليقا على شكاوى المواطنين من ارتفاع الأسعار، قال حسين الكومري، أحد تجار الأغنام بالناظور، إنّ ذلك يعود أساسا إلى تطفل بعض "السبّابة" على السوق، الذين يظهرون في الأسبوع الأخير ما قبل حلول العيد لرفع الأسعار، مع حاجة المواطن البسيط إلى شراء الأضحية التي تشكل هاجسا مؤرقا، خاصّة لدى أولئك الذين لا يجدون وقتا كافيا بسبب انشغالاتهم طول اليوم. وأضاف المتحدث لهسبريس أن "بعض الكسّابة يحددون أسعارا تلائم حجم ما تكبدوه من خسائر وأتعاب في تربية مواشيهم، وبعضهم يخسر في هذه التجارة إذا أخذنا بعين الاعتبار مرض بعضها ونفوق البعض الآخر. لذلك، فأسعار الأغنام غالبا ما لا تكون مستقرة"، مقترحا اللجوء إلى "الكسّابة" والفلاحين الموثوق بهم لاقتناء أضاحي العيد بسعر مناسب، وتجنب التجار والمستثمرين في هذا القطاع.