أثارت مصادرة عربة بائع جائل بالناظور من طرف السلطات المحلية، في حملة تمشيطية استهدفت مؤخرا تحرير الملك العمومي، استنكارا واسعا لدى الرأي العام بعد انتشار مقطع فيديو يوثق احتجاج بائع "الكاوكاو" الذي اضطر إلى قلب عربته المجرورة بحمولتها على مرأى من السلطات التي قامت بمصادرتها. وتماشيا مع موجة الاستنكار التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أصدر الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور بيانا إلى الرأي العام ندد فيه بما تعرض له بائع "الفول السوداني" ومعه جميع الباعة الجائلين، من "استهداف انتقائي ولا إنساني وحاط من الكرامة بدعوى تحرير الملك العام، وشطط في استعمال السلط". وأدان البيان "استمرار السلطات في منع فئات واسعة من التجار الجائلين وتجار الرصيف من ممارسة نشاطهم والهجوم المتكرر عليهم وحجز سلعهم واعتقال البعض منهم، واستعمال العنف ضد بعضهم من قبل رجال وأعوان السلطة خارج الاختصاصات المخولة لهم قانونيا، في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن بائعين جائلين آخرين يحظون بالحماية". كما حذر البيان في السياق ذاته مما سماه "استفحال الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وآثارها السلبية على فئات واسعة من ساكنة الناظور بسبب السياسات والقرارات اللاشعبية للسلطات، ومن جراء تداعيات جائحة كورونا واستمرار إغلاق المعبر الحدودي لمليلية المحتلة دون إيجاد بدائل حقيقية لحماية العاملين بها وممتهني التهريب المعيشي من شبح البطالة والفقر المدقع". وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور ب"فتح باب الحوار مع هذه الفئات من الباعة الجائلين وإيجاد الحلول المناسبة والبدائل الحقيقية لتمكينهم من حقهم الإنساني في الكرامة وحقهم العادل والمشروع في العيش الكريم، لضمان حقوقهم الأساسية المنصوص عليها في القوانين والمواثيق الدولية". وأعلن الفرع الحقوقي تأييده لتحرير الملك العام من جميع أشكال الاحتلال على قدم المساواة للقضاء على مظاهر العشوائية والحفاظ على سلامة مستعملي الشارع العام، مع ضمان شرط تكافؤ الفرص في استغلال الملك العمومي. يذكر أن حادثة بائع "الكاوكاو" جلبت تعاطفا واسعا من طرف عدد من المتضامنين بالناظور وخارجه، أطلق بعضهم في سياقها مبادرة سريعة مكنت في ظرف يومين من اقتناء عربة مجرورة جديدة، مع ملئها بالسلعة، وإهدائها للبائع الذي عاد إلى ممارسة نشاطه التجاري مجددا.