اعتبر رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي "أن الحريات الديمقراطية تُختبر اليوم في بلدان الربيع العربي بل يُختبر المنادون بالحريات والحقوق في الوطن العربي"، في إشارة إلى مساندة النخب اليسارية والقومية في تونس لتنحية الرئيس المصري محمد مرسي من قبل الجيش. وقال الغنوشي في ندوة انتظمت مساء الجمعة بالعاصمة تونس، "إن ما يحدث في مصر هو امتحان لمدى إيمان النخب العربية من إسلاميين وغيرهم بقيم الحرية". وأضاف متسائلا "هل هي قيم مطلقة نؤمن بها بصرف النظر عن استفادتنا منها أم مجرد سلعة في السوق نأخذ منها في وقت ونزهد فيها في وقت آخر مما جعل بعض النخب تتلعثم في وصف ما وقع في مصر بالانقلاب". وحذّر الغنوشي من هذا السلوك الذي أدى حسب رأيه زمن "المخلوع" في إشارة الى عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي إلى "أن يتغذى هذا الأخير بالإسلاميين ويتعشى بالحداثيين" ويومها يقول الغنوشي "قال البعض أكِلت يوم أُكل الثور الأبيض". وتساءل رئيس حركة النهضة التونسية "هل يتكرر الدرس مرة أخرى أم نتوافق على أنه لا قيام لمجتمع حديث وحضارة دون ايمان عميق بالحرية؟"، معتبر أن "ما حصل في مصر هو تمرد نخبة على الجماهير وتسلك باسم الحداثة". واستدرك قائلا "هذا لا يعني أن الإسلاميين في مصر لم يرتكبوا أخطاءً" ولكن المعالجة حسب راشد الغنوشي "لا يكون بغير الآلية الديمقراطية وهي الانتخابات"، مؤكدا "أن مراحل الانتقال الديمقراطي لا تكفي فيها الشرعية الانتخابية بل لابد من الوفاق "تلك الكلمة السحرية التي ابتدعتها الثورة التونسية" على حد قوله.