ذكر مصدر من داخل حزب العدالة والتنمية، أن مجموعة من قياديي الحزب، يؤيدون الخروج من الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة، عكس التوقعات التي تشير إلى تحالف مرتقب بين حزبي "المصباح" والتجمع الوطني للأحرار، لتكملة الأغلبية الحكومية بعد انسحاب الاستقلاليين، حيث أشارت ذات المصدر إلى وجود ما أسمته مؤامرة ضد الحزب، تهدف إلى الإساءة إليه بإجباره على التحالف مع حزب اشتهر بفضائح قيادييه في عمليات نهب المال العام. المصدر غير الراغب في نشر اسمه، أكد لهسبريس أن خيار الانتخابات المبكرة، تؤيده أيضا شبيبة الحزب وعدد من قواعده بمختلف المدن المغربية، وذلك لأن التحالف مع حزب كالتجمع الوطني للأحرار، قد يؤدي بالشارع إلى فقدانه الثقة في "العدالة والتنمية"، لعدة اعتبارات منها كذلك، - يقول المصدر ذاته- أن صلاح الدين مزوار، رئيس هذا الحزب، سبق له وأن أعرب في الكثير من المرات، عن استحالة اشتغاله مع الإسلاميين، بل وأن مزوار الذي سبق له وأن شغل منصب وزير الاقتصاد والمالية في عهد حكومة عباس الفاسي، كان قد أنشأ حزب الثمانية الكبار لمواجهة صعود العدالة والتنمية حسب تأكيدات المصادر نفسها. المعارك الكلامية التي دارت بين بنكيران ومزوار أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تشكل كذلك سندا لموقف الداعين للخروج من الحكومة، حيث أورد مصدر هسبريس بأن الانتخابات المبكرة، ستعطي للعدالة والتنمية الفرصة الكاملة، من جهة لإثبات أنه لا زال الحزب الأول بالمغرب وأن شعبيته لم تتراجع ، ومن جهة أخرى لتحدي حميد شباط، وإفساد مخططه الرامي إلى تقويض دعائم الحزب الإسلامي. خيار الانتخابات المبكرة، سيضمن لبنكيران، حسب مصدر هسبريس، فرصة تشكيل أغلبية حكومة مريحة، مشددة على وجود توجه من بعض قياديي الحزب، نحو الدفع إلى التحالف مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حال الدعوة إلى انتخابات مبكرة، بغض النظر عن موقف كاتبه الأول، إدريس لشكر، الذي رفض الدخول إلى الحكومة وتعويض الاستقلال، يقول المصدر ذاته الذي أكد على أن قواعد الحزب، تضع خطا أحمر على حزبين فقط، هما التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة. بوقنطار: حديث قياديي البيجيدي عن انتخابات مبكرة مجرد مزايدة سياسية وعلاقة بالموضوع، يقول حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الخيار الأقرب والمنطقي للعدالة والتنمية، هو الاستعانة بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يمكنه من ضمان أغلبية مريحة، وليس الانتخابات المبكرة التي تبقى تكلفتها المادية والسياسية كبيرة، وخوضها يُعتبر مجازفة كبرى على حد قوله، كما أن التفكير فيها يبقى ضعيفا بالنظر إلى الأجواء الإقليمية والأزمة الكبيرة التي يعيشها الإسلام السياسي بعدد من البلدان العربية. وأضاف بوقنطار أن حديث بعض قياديي البيجيدي عن الانتخابات المبكرة، لا يعدو وأن يكون مجرد مزايدة سياسية الهدف منها هو تطمين أنصار الحزب بأنه لا زال قويا وقادرا على حصد المرتبة الأولى مجددا، أما رئاسة الحزب، فهي تعي جيدا خطورة مثل هذا الإجراء، وعليه ف"ترميم الأغلبية بحزب من المعارضة يبقى الخيار الأنسب، والأحرار هو أكبر مرشح لهذه العملية الترميمية" يستطرد بوقنطار، ودليله على ذلك ، هو أن حزب المصباح مقتنع بأن مصلحته تقتضي إبعاد مزوار وحزبه من المعارضة وإدخالهم إلى الأغلبية، لأن بقاء الأحرار في المعارضة، يعني خلق جبهة قوية في وجه بنكيران لا سيما وأنها تضم رجلين كشباط ولشكر. وعن الملاسنات التي وقعت بين بنكيران ومزوار إبان الانتخابات، ثم الاختلاف الإيديولوجي الكبير بين رجلين، أحدهما إسلامي والثاني ليبرالي، أجاب بوقنطار بأن السياسة المغربية تعاني من غياب الوضوح، ومن تغير في المواقف، وهو ما حدث مرارا وتكرارا بين الأحزاب المغربية، وجعلها تفقد الكثير من مصداقيتها بعدما دأبت على النزعة البراغماتية بمبدأ "عدو الأمس..صديقي، وصديق الأمس عدوي"، وبالتالي، فلن يحيد حزب المصباح عن هذه القاعدة، حسب رأي المحلل السياسي، وسيكون مضطرا لتناسي خلافات الماضي.