خرج رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، هذا الصباح، لينفي كل ما تم تداوله إعلاميا بخصوص وجود اتصالات مباشرة أو غير مباشرة جمعته برئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وعبّر رئيس التجمع الوطني للأحرار في تصريح صحفي عن استنكاره لكل ما "يروج من أخبار لا أساس لها من الصحة حول اتفاق جرى بينه وبين رئيس الحكومة بشأن لوائح استوزار مفترضة باسم التجمع"، معتبرا ما تنشره بعض المنابر الإعلامية بهذا الخصوص "كذب وتضليل للرأي العام يستهدف الحزب ومؤسساته وصورته لدى المواطنين". صلاح الذين مزوار بدا مستاء من الفرضيات التي سارت في تجاه قبوله دخول الحكومة بدون شروط، حيث عبّر عن استغرابه من إقحام الحزب في أزمة حكومية قال إنه غير معني بها، متسائلا عن الخلفيات التي تقف وراء مروجي هذه الشائعات في وقت يعود فيه الحسم في مواقف الحزب وقراراته بشكل علني إلى هيئاته التقريرية، مؤكدا أن أي مستجد يصدره الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي وبلاغاته الرسمية التي يعلن عنها الحزب للرأي العام بشكل منتظم. مزوار اعتبر أنّ "كل ما يخرج عن هذا الإطار لا يعدو أن يكون سوى تغليط للرأي العام هدفه تشويه صورة الحزب وإقحامه في نقاش غير معني به أساسا"، مجددا تأكيده على أن التجمع ليس عجلة طوارئ احتياطية، بل له قناعات وتوجهات لا يمكنه أن يتناقض معها. قبل أن يختم مزوار تصريحه بالإشارة إلى أنّ قبول التجمع الوطني للأحرار بمبدأ التشاور مثله في ذلك مثل باقي الأحزاب، لا يعني البتة قبوله المشاركة في الحكومة. في السياق ذاته، تخوف العديد مما يوصف في الأدبيات السياسية ب "صقور الحزب" مما وصفوه ب"الإسلام السياسي" إن شارك "الأحرار" في حكومة ابن كيران التي يقودها "العدالة والتنمية". وعبّرت العديد من الأسماء الوازنة داخل المكتب السياسي، أمس، عن خشيتها من فشل تجربة الإسلام السياسي في تدبير الحكومة كما حصل بمصر، وهو الاتجاه الذي لاقى مساندة كبيرة داخل العديد من التجمعيين الفاعلين داخل الحزب، اللذين عبروا عن تخوفهم من "حرق أوراق" الحزب إن هم قبلوا الدخول في حكومة ابن كيران، خصوصا وأن حزب الاستقلال اليميني المحافظ لم يستطع التعايش مع التجربة التي يقودها "العدالة والتنمية" الإسلامي، وهو ما يثير العديد من المخاوف في حالة المشاركة لدى "الأحرار". غير أنه ومع كل هذه المخاوف التي حضرت في اجتماع المكتب السياسي للحزب، فوّض الأعضاء تدبير المرحلة إلى رئيسهم صلاح الدين مزوار لما "فيه مصلحة للحزب ولتاريخيه" حسب وصفهم.