الحَمْل وصومُ شهرِ رمضان .. نساء المُعادلة الصعبة

لعل من أكثر النساء ترددا في صوم شهر رمضان، على انتظارهنَّ له، النساء الحوامل، لما قد يشكله هذا الشهر الكريم من وقت صعب بالنسبة لهن خصوصا إذا اقترن بالغثيان والقيء وانخفاض الضغط الدموي أو اقترن مع أمراض أخرى.
كثير من السيدات الحوامل خصوصا خلال ثلاث أشهر الأولى والأخيرة من الحمل، قد يصبن أثناء الصيام أو بدونه بالغثيان والدوار وخفقان سريع في القلب وصداع شديد وضعف عام أو انخفاض في حركة الجنين خاصة خلال المرحلة الأخيرة من الحمل؛ عوامل عديدة تلك التي قد تجعل الحامل تتردد في الصيام أو تقلع عنه إلى حين وضع حملها.
الحامل ورخصة رمضان
في ذات السياق، صرَّح الدكتور محمد بولوز الباحث في العلوم الإسلامية والاجتماعية ل"هسبريس"، بأن الحامل يجوز لها الفطر رخصة من الله عز وجل، إذا خافت على نفسها أن تتضرر بالصوم وكذا إذا خافت على جنينها، ولعل الضابط في ذلك بحسب ما يراه الباحث هو عرض نفسها على الطبيب فما قاله في شأنها وفي شأن جنينها أخذت به لاختلاف أوضاع وأحوال النساء فمنهن من تستطيع التحمل في الأشهر الأولى إذا لم يكن في ذلك أي ضرر على الجنين ومنهن من يصعب عليهن ذلك في البدايات لما يكون من غثيان وقيء ونحو ذلك.
وأوضح عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن على الحامل التي عملت بالرخصة أثناء رمضان، قضاء تلك الأيام التي أفطرت فيها، وفي الموطأ عن مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر سئل عن المرأة الحامل إذا خافت على ولدها واشتد عليها الصيام قال: "تفطر وتُطعم مكان كل يوم مسكينا مُدًّا من حنطة (قمح) بمد النبي صلى الله عليه وسلم". كما قال الله عز وجل {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخَر} ويرون ذلك مرضا من الأمراض مع الخوف على ولدها.
صوم الحامل غير ممنوع ولكن...
ومن جهتها، أبرزت نزهة السعدي أخصائية أمراض النساء والتوليد وأمراض الثدي أن صيام المرأة الحامل غير ممنوع عموما، ولا يشكل أية خطورة في حالة الحمل الطبيعي وتمتع المرأة الحامل بصحة جيدة وعدم معاناتها من أية مضاعفات صحية.
وأوضحت الأخصائية في تصريح ل"هسبريس" أن هناك حالات تمنع فيها المراة من الصيام بحمل أو بدونه كمعاناتها من أمراض مُزمنة كالسكري والربو والكِلي وغيرها والذي تمنع الحوامل معه من الصيام على اعتبار أن للمريضة دواء وحقنا يجب أخذها في وقتها.
وزادت السعدي أن هناك حالات مرتبطة بالحمل تمنع معها المرأة من الصيام، وذلك عند إصابتها بالقيء الحاد خلال الفترة الأولى من الحمل، "فصيامها قد يعرضها للإجتفاف إضافة إلى ضرورة تناولها وجبات عديدة صغيرة نظرا لحساسية معدتها الأمر الذي سيستعصي عليها خلال الفترة الممتدة ما بين غروب الشمس والصبح".
وأضافت المتحدثة أن إصابة الحامل بأوجاع على مستوى البطن وسيلان الدم يجعل الطبيب المتابع يسمح للصائمة بالإفطار تخفيفا لنسبة الإجهاض مع إلزامية تناول الدواء في ساعات محددة إضافة إلى ضرورة شرب الكثير من الماء، "فجفاف جسد المرأة يمكن بدوره أن يؤدي إلى تشنجات وتقلصات على مستوى عضلة الرحم ما يهدد الحمل"، فضلا عن الأخطار التي قد تحيق بنمو الجنين داخل الرحم أو نقص في السائل المنيوتيكي.
ونصحت الأخصائية النساء الحوامل من الصائمات، بالإكثار من شرب الماء والسوائل بين المغرب والسحور، وبترك تناول "الحريرة المغربية" لما تحتويه من مكونات قد تؤثر سلبا على الحمل ك"الكرافس" والتوابل التي قد تتسبب في تشنجات، وتعويضها بشوربة خضر، مع تفادي الحلويات المغربية التي تحتوي على القرفة التي تسبب تقلصات عضلة الرحم.