يا زعماء الأحزاب الموقرون يا من يسهرون الليالي و يكدون و يعملون بدون توقف طيلة النهار، من أجل تجريب كل شيء فاشل في هذا الوطن. أراسلكم و كلي أمل في أن تقبلوا طلبي بمسح ذاكرة هذا الشعب بأي طريقة كانت مشروعة أو غير مشروعة، إحقنوه بمخدر أو إعطوه دواء أو ضعوه في ألة تفقده الذاكرة و تجعله ينسى كل شيء من الماضي. و لا تستغربوا لطلبي هذا فهو من أجل مصلحتكم و مصلحة الوطن، التي هي أعلى من كل شيء كما تقولون دائما. إمسحوا ذاكرة الشعب ليثق في ما يقوله شباط و يؤمن بأن معه سيكون التغيير و المستقبل الزاهر، و لينسى أن حزب الإستقلال هو من أوصل هذا الوطن للحضيض، و أنه أسس لدولة الريع و الإمتيازات العائلية ، و يقتنع بأنه حزب وطني و أن زعيمه الجديد مناضل شريف و يريد محاربة مشروع سيطرة العدالة و التنمية على الشأن السياسي المغربي، و لينسى أن أصحاب الميزان و بعد (الإستقلال) سعوا جاهدين لإحتكار كل شيء في هذا الوطن، و كانوا يختطفون معارضيهم و يعذبونهم حتى الموت، و ليؤمن بأن هذا التنظيم السياسي هو من ناضل من أجل الإستقلال، و لينسى تفاصيل "إكس ليبان" وكيف صفى الإستقلاليون قيادات جيش التحرير. إمسحوا ذاكرة الشعب لينسى وعود أهل المصباح بمحاربة الفساد و الإستبداد، والعمل على بناء دولة الحق و القانون، و تحقيق العدالة الإجتماعية و الحفاظ على الحريات وتمتيع القضاء بإستقلاليته ،من أجل مغرب أفضل، مغرب مشرق، مغرب تنيره مصابيح العدالة و التنمية ، و لينسى خطاب بن كيران الذي قال فيه لمزوار "كيف سيثق فيك المغاربة و أن يثقوا أن الجديد قادم معك..."، حتى يتحالف معه بدون حرج، و ينقذ حزب المصباح حكومته من السقوط، و يحافظ وزرائه على مؤخراتهم فوق الكراسي الفخمة للوزارات التي يسيرونها، فهي أفضل بكثير من السجادة التي بها وصلوا لرئاسة الحكومة. إمسحوا ذاكرة الشعب حتى لا يتذكر أن حزب الأصالة و المعاصرة هو صنيعة المخزن، و ليثق فيه و في خطاب زعمائه الذين نصبوا أنفسهم حماة للديمقراطية و مدافعين شرسين على مصالح المواطنين، و أن مشروعهم مشروع سياسي متكامل سينقد العباد و البلاد من كل الأزمات التي تواجهها ، و لينسى أنه حزب كان مشروعه الوحيد هو إغتصاب كل المكاسب التي حققها المغاربة بدفعهم لدمائهم و حريتهم، و أنه مثال لمغرب الإستبداد و الإستحواذ و الفساد، و لينسى من هو مؤسسه و من يسيره و كيف جمع برلمانيوه، و كيف كبر بسرعة بفضل علف المخزن. إمسحوا ذاكرة هذا الشعب لينسى وجوهكم و خطابكم البائس و وعودكم الكاذبة، لينسى من أنتم و كيف وصلتم و من أين جئتم، لينسى كل شيء مرتبط بكم، و ليبني مستقبله بعيدا عنكم و يختار زعماء جدد لا يشبهونكم، و يرمي بكم في مزبلة التاريخ، فهو المكان الوحيد الذي سيتحملكم و يتحمل حماقتكم و فشلكم.