أسابيع قبل موعد الاستحقاقات الانتخابية، يعيش حزب الاستقلال تطورات داخلية حادة، أوقفت القيادة خلالها كافة فروع مدينة فاس، كما تباحثت اللجنة التنفيذية وقف ترشيح حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب "الميزان"؛ وهو ما جاء بإجماع اللجنة. وترفض القيادة الراهنة للحزب تحركات حميد شباط بالمدينة؛ لكن رغم توقف جميع الفروع أكمل حضوره في شوارع فاس، ليطلق حملته الانتخابية، ورافضا فكرة التخلي عن الانتماء إلى حزب الاستقلال، كما يرحب بلجنة حوارية مع "استقلالي المدينة". وقال حميد شباط، البرلماني الحالي الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، إن معطى مغادرة التنظيم السياسي أمر غير وارد، منتقدا تناسل شائعات كثيرة تغذيها أطراف تمارس الضغط ومجموعات تشتغل في الظلام، وفق تعبيره. وأضاف شباط أن عودته إلى الممارسة السياسية لم تكن يوما مرتبطة بضمانات أو وساطة؛ فحينما أراد عاد، مسجلا أن إقدام القيادة على حل فروع الحزب بفاس أمر غير مرتبط به، فحين تم تشكيلها لم يكن حاضرا على الإطلاق. وأوضح القيادي الستقلالي أن هذه الفروع انتخبت ديمقراطيا منذ سنة ونصف السنة، متأسفا لكون حلها أشهر قبل الانتخابات سيكون مؤثرا بقوة على النتائج، كما لم يستحضر المزاج العام بالمدينة، والذي يحن إلى تجربة ماضية وينتقد راهن فاس. وأشار شباط، في حديث مع جريدة هسبريس، إلى أن "القيادة أعطت فرصة للمجلس الحالي من أجل المضي قدما، مطالبا بمزيد من تحليل الوضع؛ فالأمور الآن لا توحي بأي تحضيرات استقلالية بمدينة فاس"، وزاد: "لو كان هناك مشكل فالقيادة مطالبة بالحوار مع الفرع". وأردف البرلماني الحالي أن "فروع فاس تشتغل بجد، ومن الغريب حلها ليلة قبل الانتخابات"، مشددا على "أهمية الحكمة في تدبير الأمور، والنقاش مع الجميع، فالأمر لا يتعلق هنا بموظفين بل متطوعين يشتغلون ويبذلون مجهودات". واعتبر المتحدث أن مدينة فاس تتعرض لمؤامرة داخل حزب الاستقلال، فبعض القيادات تقول: "معندنا منديرو بفاس"، وزاد: "إذا كان لهم مشكل مع شباط فالحل هو الجلوس معه"، منبها إلى أن سؤال ترشحه لم يعد مهما، فمن هذا الذي سينجح بعد حل كافة الفروع وتحطيم القواعد؟.