أعلن رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" ورئيس مجلس إدارتها، عبد الباري عطوان، استقالته من منصبه وانتهاء علاقته كليا مع الصحيفة بالموازاة مع أوّل أيام شهر رمضان، دون أن يُفصح عن الأسباب الكامنة وراء قرار الاستقالة المفاجئ، إذا اكتفى بالقول إنّ القرار أملتْه "الظروف ومتطلباتها، خاصة عندما تكون هناك أطراف أخرى لعبت دورا بالدفع باتجاه هذا القرار". كما لم يكشف عن وجهته القادمة، إذا اكتفى بوعْد قرائه بلقاء قريب، مضيفا "ربما يسأل قارئ محب بكل براءة ويقول والآن ما هي خطوتك القادمة يا ابن عطوان؟ جوابي وبكل بساطة الى بيتي لأقضي وقتا أطول مع أسرتي الأصغر (الأكبر هي "القدس العربي")، وأتعرف مجددا على أبنائي الذين سرقتني الصحافة منهم، فأطول إجازة سنوية قضيتها معهم لا تزيد عن عشرة أيام". وأضاف "لدي مشروع واحد في الافق ربما أعكف على انجازه في أيام التيه الاولى بعد خروجي من "القدس العربي"، وهي أيام ستكون صعبة وطويلة حقا، هو تأليف كتاب جديد باللغة الانكليزية تعاقدت عليه مع دار نشر أوروبية، وأفكر في الوقت نفسه في استمرار التواصل مع القراء من خلال كتابة مقالات عبر التويتر والفيس بوك"، معبّرا عن شغفه اللا محدود بالكتابة بالقول "الكتابة هي إدماني الوحيد، وأكبر فرحتين في حياتي هما مولد طفلي الأول وصدور كتابي الاول". وقال عطوان في مقال بالقدس العربي تحت عنوان "إلى القراء الأعزاء...وداعا! وإلى لقاء قريب"، إنه ليس هناك أصعب على المرء من لحظات وداع قرائه المحبين، "خاصة على كاتب مثلي كان ولاؤه دائما لهم طوال رحلة صحافية امتدت لما يقرب من ربع قرن، وعلى صفحات "القدس العربي"، لم ينقطع خلالها عن الكتابة يوما واحدا". واستعرض عطوان في "مقال الوداع" مسيرته على رأس صحيفة "القدس العربي"، قائلا إنه تلقى على مدار مسيرته تهديدات بالقتل من أجهزة أنظمة بوليسية عربية وأجنبية وإسرائيلية، "وتعرّضت لحملات تشويه شرسة وما زلت، من مخابرات عربية، فقد صوروا مبنى "القدس العربي" كناطحة سحاب، وهو شقة صغيرة، أذهلت في تواضعها الكثير من زوارنا من وزراء إعلام وخارجية وسياسيين وزملاء، حتى أن الشاعر الكبير محمود درويش أصيب بالصدمة عندما عرج علينا للقائنا، وقال كلمته الشهيرة "صحيفة كبيرة تصدر من كهف صغير"، ولكنه استدرك وقال "انكم لستم من اهل الكهف وانما اصحاب رسالة حضارية!" وتمنّى في ختام مقاله التوفيق والنجاح لرئيسة تحرير القدس العربي بالوكالة، سناء العالول.