تخوف إسباني من أن تطال نيران الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مدريدوالرباط اتفاق الصيد البحري الموقع بين البلدين، الذي يسمح لأكثر من 90 قاربا إسبانيا للصيد باستغلال السواحل المغربية، في إطار بروتوكول موقع بين الطرفين يتجدد كل أربع سنوات. وبين المغرب وإسبانيا اتفاق إستراتيجي يتعلق ببروتوكول الصيد البحري الذي وقعته المملكة العام الماضي مع الاتحاد الأوروبي، ويسمحُ ل 128 سفينة أوروبية بالصّيد في مياه المغرب؛ منها 92 سفينة إسبانية، معظمها من منطقة "قادش". ويشكل قطاع الصيد مصدرا هاما لعيش عدد من الأسر الإسبانية، وهو ما يجعل الدخول في أي خطوة غير محسوبة مع المملكة بسبب "أزمة الصحراء" مغامرة حقيقية للإسبان. وسبق للمملكة أن خاضت حربا طويلة الأمد لتوقيع الاتفاق البحري مع الأوروبيين، وفي مقدمتهم الإسبان، إذ أكدت أنها لن تقْبل إبرام أي اتفاق دولي يمس بالسيادة الوطنية أو يستثني الأقاليم الجنوبية من كامل التراب الوطني، بما في ذلك اتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي. وطمأن وزير الفلاحة والصيد البحري والغذاء الإسباني لويس بلاناس شركات قطاع الصيد العاملة في المياه الإقليمية المغربية بشأن مستقبل الاتفاق، مؤكدا أنه لا يرى "أي تغيير في الأفق القريب" في ما يخص اتفاقية الصيد مع المغرب، بعد الأزمة الأخيرة بين الرباطومدريد. وشدد الوزير على أن "وجود الصيادين الإسبان في مناطق الصيد المغربية مهم للغاية بالنسبة لإسبانيا وخاصة الأندلس"، مشيرا إلى أن "التبادلات التي تجري في مجال الزراعة وفي إطار هذه الاتفاقيات هي أيضا مهمة جدا". وأوضح لويس بلاناس، عند تناوله الأزمة بين البلدين، أن "الاتحاد الأوروبي وإسبانيا يريدان إقامة علاقات طيبة مع المغرب"، مذكرا بأنه "يمكن تحقيق الاحترام المتبادل". وكان الوزير نفسه أشار في وقت سابق إلى أن التعاون بين مدريدوالرباط في مجالي الفلاحة والصيد البحري "متين" لأن مصالح البلدين "تلتقي بوضوح".