تعاني العديد من دوواير إقليم زاكورة، نقصا حادا في المياه العذبة الصالحة للشرب وتلك المخصصة لسقي المزروعات المعيشية التي يعتمد عليها أغلب الساكنة. من جهتها، عزت فعاليات جمعوية بكل من زاكورة ومنطقة تازارين هذا النقص الحاد وجفاف الآبار والسواقي إلى " استنزاف الفرشة المائية الناتج عن التنقيب عن المياه الجوفية في أعماق غير قانونية " بهدف الاستعمال في زراعات تسويقية تتطلب كميات كبيرة من المياه، كزراعة البطيخ الأحمر الذي اشتهرت به المنطقة في السنتين الماضيتين. كما سجلت إحدى الجمعيات المهتمة بمرضى السكري بتازارين إصابة عدد كبير من سكان دوار "أيت واعزيق" بارتفاع الضغط الناتج عن ملوحة ماء الآبار التي تزود الساكنة بالماء الشروب. في نفس السياق، أصدرت تنسيقية المجتمع المدني والدفاع عن الخدمات الاجتماعية بتازارين بيانا تتوفر "هسبريس" على نسخة منه تدق فيه ناقوس الخطر وتُنبِّه المسؤولين إلى أن مصير السكان هو " الرحيل القسري" بحثا عن الماء في السنوات المقبلة، بسبب التنقيب عن الماء باستعمال مُعدَّات ومِضخات في أعماق كبيرة جدا. وحمّل البيان الموقع من طرف أربع جمعيات نشيطة بالواحة؛ السلطات المحلية مما سمّته " بالتبعات الوخيمة التي سوف تتسبب في احتقان اجتماعي إذا لم تتدخل السلطات لوقف هذه التنقيبات في أعماق كبيرة"، متَّهمة السلطات المحلية " بالتواطؤ مع هذه الأشغال مما يهدد استقرار السكان بالمنطقة"، ومطالبة الجهات الوصية بإنشاء سدود على طول الواحات للاستفادة من مياه الأمطار والوديان لتطيعم الفرشات المائية المنهوكة. يُذكر أن العتبة المسموح بها كعمق في حفر الآبار بالمنطقة هي 40 مترا، إلا أن بعض الفلاحين يستخرجون الماء مؤخرا بمضخات بعمق يزيد عن 250 متر و 300 متر خاصة مع انتشار ضيعات البطيخ الأحمر بالإقليم كما سبق ذكره.