حين أومأت بأحد أقلامها الدايلي تلغراف البريطانية وهي تكتب في إفتتاحية لها عن التحول التاريخي والنوعي للحكم في مصر بوصول " الجماعة الإسلامية" إلى كرسي الرئاسة مع د.محمد مرسي. قائلة ب" أن المستعمرة المجيدة لبريطانيا قد تلمست أخيرا طريق الديموقراطية"..وهو ما يعني أن أعرق الديموقراطيات في العالم تعترف ضمنيا من خلال أكبر منبر إعلامي فيها بهذا الإستحقاق الذي جاء عن طريق إرادة الشعب الحرة.. وليس إرادة البرادعي التي لم تسعفه بالوصول إلى قصر إتحادية مصر إلا فوق دبابة السيسي. والبردعي رجل معروف بكونه ينكر كل شيء تنكره أمريكا بدءا من إمتلاك إسرائيل لترسانة من الأسلحة النووية، ورفضها المطلق لتفتيش منشئاتها النووية والعسكرية، وهو الموقف الذي إجتهد مدير الوكالة "بالوكالة" الدولية للطاقة النووية كثيرا في إقناع خبرائها بصدقه. وتحويل أنظارهم إلى الشيطان الأكبر كما تسميه أمريكا.. أي إيران. ولم تقتنع الولاياتالمتحدة بسبيل الفرس الأشد مضاضة، فأسندت لصاحبنا مهمة تدمير وحدة العراق وتفتيته وجعله محطة بنزينها. وهي المهمة التي نجح البرادعي فيها أيم نجاح، مقنعا العالم بأن العراف "العم سام" على حق في إدراكه أن العراق، يمتلك أسلحة للدمار الشامل..والتي تمثل خطرا على دول المنطقة...إسرائيل. ولأن هذه الدولة التي لا حدود لها يعشقها خبير الوكالة حتى الثمالة، إلى درجة إصطفافه للخدمة عبر وصفه "مردخاي فانونو" أب القنبلة النووية بها ب " المستهتر والخائن للأمانة". وهكذا سيصبح البرادعي أمريكائيل ومصرائيل بجنسيتن دوليتين، وسيتعدى ذلك إلى دفاعه المستميث عن أطروحة" الهلوكوست"..حتى يبقى وفيا لإرتباطاته السامية. ورب سائل من ميدان التحرير قد يسأل "هو معانا ولا معاهم؟". هذا هو البرادعي الذي سيقنع في الماضي الملك الراحل الحسن الثاني بعدم الدخول في مغامرة الطاقة النووية خوفا من "زعل" ماما أمريكا وربيبتها، ولتضل معدات نووية ضخمة مخزنة بميناء الدارالبيضاء حتى الساعة. وليحمل هذا الرجل في خدلان الزمن العربي الرديء على أكثاف ثورة حق أريد بها باطل، ليتزعم ما يعرف اليوم بجبهة الإنقاد، والتي هي في واقع الأمر، جبهة للإفقاد لكل مشروعية منبثقة عن إرادة الشعب المعبر عنها عبر صناديق الإقتراع. وليبقى مرسي وسيضل رئيسا شرعيا لمصر، شامخا في ديموقراطيته وإيمانه بحقه المستلب الذي إنتزعه منه جيش الهزائم، والذي في هزالة إدعاءاته بالحياد، يقيم إستعراضات جوية فوق قاهرة المعتز التي لم تعد سوى قاهرة البردعي.