يحتفل العالم في الخامس من يونيو في كل عام باليوم العالمي للبيئة، فمنذ سنة 1972 والتي اعتبرت بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، عقد خلالها تحت رعاية الأممالمتحدة، المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو في مدينة ستوكهولم بالسويد. وكان الهدف من المؤتمر المعروف بمؤتمر البيئة البشرية أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 دجنبر من نفس السنة قرارا يصف يوم الخامس من يونيو من كل عام باليوم العالمي للبيئة ويحث الحكومات والمنظمات في منظومة الأممالمتحدة على الاضطلاع بهذا اليوم، بالقيام بنشاطات على المستوى العالمي، وتؤكد على حرصها في الحفاظ على البيئة وتعزيزها، بهدف زيادة الوعي البيئي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي وتغير المناخ. ويحتفل المنتظم الدولي هذا العام باليوم العالمي للبيئة تحت شعار "استعادة النظم البيئية" والذي تستضيف باكستان الاحتفالات الرسمية به، يدعوا من خلاله جميع بلدان العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة. حيث أطلقت الأممالمتحدة هذه السنة جرس الإنذار لما تتعرض له النظم البيئية من تدمير وتدهور وانقراض على كوكب الأرض برا وبحرا، مع الإطلاق الرسمي لعقد الأممالمتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021-2030) ، وهي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، من أعالي الجبال إلى أعماق البحار. في مهمة عالمية ذات نطاق واسع، ذلك أنها عملية تسلتزم إصلاح مليارات الهكتارات من الأراضي في مساحة اعتبرت أكبر من الصين أو الولاياتالمتحدة، وذلك حتى يتمكن الناس من الحصول على الغذاء والمياه النظيفة وسبل العيش الضرورية. فاستغلال الإنسان للنظم البيئية على كوكبنا هو استغلال أرعن وبشع ومدمر إلى أقصى الحدود، حيث يفقد العالم في كل ثلاث ثوان ما يساوي ملعب كرة قدم من الغابات. وعلى مدار القرن الماضي، تم تدمير نصف الأراضي الرطبة، وفقدنا ما يصل إلى 50 في المئة من الشعاب المرجانية، ويمكن أن نفقد ما يصل إلى 90 في المئة منها بحلول عام 2050، حتى لو اقتصر الاحترار العالمي على زيادة بمقدار 1.5 درجة مئوية. وازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم لثلاث سنوات متتالية في وتيرة غير مسبوقة لتغير المناخ الكارثي في تحول لا تستطيع البشرية تحمل تبعاته. وبالتالي يكون الإنسان قد هيئ الظروف المثالية المساهمة في انتشار الأمراض الفتاكة والفيروسات الخبيثة. وبالتالي لم يعد الوقت في صالحنا إذا لم نتخذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة، ووقف تزيف الإستغلال البشع وغير المعقلن لمواردنا الطبيعية، وعمل العديد من الإجراءات البسيطة التي يمكن للجميع القيام بها يوميا، من قبيل زراعة الأشجار، وتخضير المدن وزيادة المساحات الخضراء داخلها، وإعادة بناء الحدائق، و تنظيف القمامة بجانب الأنهار والسواحل، والتدبير الأمثل لمعالجة النفايات بجميع أنواعها وأشكالها والعمل على التدوير وتوفير الطاقات البديلة للجميع، والحكامة الجيدة في السياسات التدبيرية اليومية وتقوية أدوار المنظمات الغير الحكومية المتخصصة في مجال البيئة للمساهمة في التنشئة ونشر الوعي البيئي لدى الساكنة لتشجيعهم على المشاركة الفعالة في حماية بيئتهم وجعلها أكثر نظافة وأمنا وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة.