تسعى إسبانيا جاهدة إلى حل خلافاتها الدبلوماسية مع المغرب، في وقت تروج أنباء عن تعديل حكومي وشيك في مدريد يُطيح برأس وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، التي لعبت تصريحاتها دوراً كبيراً في صب الزيت على النار بين البلدين. ويستمر الترقب في إسبانيا لإعلان المغرب موقفا جديدا بعد مغادرة زعيم جبهة البوليساريو البلاد وعودته إلى الجزائر؛ فيما أكد مصدر دبلوماسي لجريدة هسبريس الإلكترونية، في تصريح الخميس، أن مواقف الرباط من أسباب الأزمة جرى التعبير عنها بشكل واضح في التصريح الصحافي لوزارة الخارجية المغربية عشية مثول غالي أمام المحكمة العليا الإسبانية. واعتبرت وسائل إعلام إيبيرية، اليوم الجمعة، أن صمت المغرب بعد مغادرة غالي يعني أن "التوتر وصل إلى الطريق المسدود بين البلدين". وقالت مصادر دبلوماسية إسبانية لصحيفة "إلباييس" إن مدريد تتحرك لاحتواء الأزمة من خلال إمكانية زيارة وزير الداخلية الإسباني إلى المغرب أو وساطة العاهل الإسباني الملك فيليبي. ووصفت مصادر دبلوماسية إسبانية الوضع بين المغرب وإسبانيا اليوم ب"الخطير للغاية"، "لأن انعدام الثقة بين البلدين هو سيد الموقف، وقد ينجم عنه في أي لحظة حادث مفاجئ غير محسوب العواقب"، وهو ما يفسر تخوف مدريد من استمرار غضب الرباط. وحاولت إسبانيا تدارك أخطائها من خلال مثول زعيم جبهة البوليساريو أمام القضاء ومساءلته حول جرائمه، وهو ما اعتبره المغرب "تطورا ملحوظا" لكنه لا يجيب عن "جذور الأزمة". كما أقرت إسبانيا ضمنيا بخطئها من خلال إخطارها المغرب بمسألة رحيل غالي عن ترابها خلافاً للطريقة المثيرة التي دخل بها البلد الأوروبي. وتدرس الحكومة الإسبانية بعدما تسببت في أزمة غير مسبوقة مع المغرب وتوتر داخلي في إسبانيا أيضاً دفع العاهل الإسباني إلى إجراء مكالمة هاتفية مع الملك محمد السادس، لتقديم "التفسيرات المناسبة" وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وذكرت مصادر إسبانية، اليوم الجمعة، أن بيدرو سانشيز يدرس إمكانية إجراء تعديل حكومي في غضون الأيام القليلة المقبلة، واستبدال الوزراء المنتمين إلى حزب "بوديموس"، التنظيم السياسي الأكثر عداء للمغرب في مسألة الصحراء. كما أن إبعاد وزيرة الخارجية عن الحكومة يبعث برسائل طمأنة إلى الرباط. وأوضحت مصادر دبلوماسية مغربية لهسبريس، في أول تعليق على تطورات الأزمة بعد رحيل غالي عن إسبانيا، أن "المغرب عبّر عن مواقفه يوم الإثنين، لأن الأزمة غير مرتبطة بخروج غالي من إسبانيا أو بقائه داخلها". وشدد الدبلوماسي المغربي على أن تحقيق القضاء الإسباني مع الزعيم الانفصالي حول جرائمه والاتهامات التي تلاحقه هو "تطور نسبي وليس عمق المشكل"، مبرزا أن العلاقات بين الرباطومدريد ترتبط بالثقة وانسجام المواقف.