يعكس اسم الولي الصالح "سيدي المظلوم" الوضعية المزرية التي يوجد عليها ضريحه الواقع بالقرب من ساحة بابا المريسة في مدينة سلا، إذ تحوّل إلى مرحاض مفتوح يقضي فيه المشردون وعابرو السبيل حاجتهم الطبيعية. ورغم أن السور العتيق المحيط بسلا القديمة خضع لترميم شامل فإنّ ضريح الولي الصالح "سيدي عبد الله المظلوم"، الذي يقع بمحاذاة السور، ويضم أيضا قبر الولي الصالح "سيدي بوعيشة الغازي"، ظل على حاله، إذ لم يكلّف المسؤولون أنفسهم عناء تجهيزه بباب يحفظ كرامة الوليين المدفونين بداخله. وتضم مدينة سلا 69 ضريحا، وتشتهر بأنها "بلاد الخلوة، ومكان الصالحين، يأتي إليها العباد من كل مكان، وأغلب صلحائها وفدوا من أماكن مختلفة من الأندلس وبوادي وحواضر المغرب"، حسب المعهد الفاطمي المحمدي. ويُعد ضريح "سيدي عبد الله المظلوم" واحدا من الأضرحة الموجودة في عدْوة الرباط، غير أنّ الوضعية المزرية التي يوجد عليها جعلته أشبه ما يكون بمرحاض مفتوح أو مطرح للنفايات، إذ لا تميّزه في الخارج سوى القبتان الواطئتان المنصبّتان فوقه، أما داخله فلا شيء يوحي فيه بأنه ضريح، حيث يعج بالفضلات والأزبال وتنبعث من أركانه روائح عطنة. من جهة ثانية، اكتست جنبات السور العتيق المحيط بالمدينة القديمة لسلا منظرا مقززا، إذ تعج بالفضلات البشرية.