قال أحمد الدرداري، رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات، إن مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، بناء على الأحداث الأخيرة، هو اختيار إسباني وتحدده المواقف الرسمية لهذا البلد الأوروبي تجاه قضية الوحدة الترابية للمغرب، مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب السلطات الإسبانية بعدما قرر القاضي الاستماع "للمجرم غالي" دون اعتقاله، ومن ثم تهريبه لاستكمال العلاجات بسبب وجود ضغط مغربي. وأضاف المحلل السياسي المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن لهذا الحدث دلالات كبيرة في علاقته بنزاع الصحراء المغربية، وسيكون له تأثير على مستقبل العلاقات الثنائية للبلدين على مستويين، لا سيما أن لإسبانيا مصالح في المغرب وأنها لا تعترف بالقيم في معاملاتها مع المملكة المغربية. فعلى المستوى الاقتصادي، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، قد تتعرض اتفاقيات التعاون الاقتصادي إلى مراجعة جذرية، وقد يتم بموجب الأحداث والمواقف السياسية الإسبانية وقف كل مظاهر التعاون بين المغرب وإسبانيا، لا سيما التبادل التجاري وأيضا الشراكات المختلفة الاقتصادية والتجارية بين البلدين. ويرجح الأكاديمي المغربي أن يتعرض التواجد الاقتصادي الإسباني في المغرب، طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل واللجوء إلى الندية في التعامل، لإيقاف كل مظاهر التعاون الاقتصادية وإيقاف عمل الشركات الإسبانية الموجودة في المغرب؛ على اعتبار أن الأزمة تتعلق بالسيادة وليس خلافا جانبيا. وأورد الدرداري، في التصريح ذاته، أن المغرب يمكنه الرد على إسبانيا بطرق سلمية؛ من خلال ممارسة الحق في اختيار الشركاء التجاريين والاقتصاديين، واختيار الدول المتعاونة وفق منطق تبادل المصالح والأرباح والقيم كذلك. أما على المستوى الاستخباراتي، فيرى المتحدث ذاته أن إيقاف التعاون الاستخباراتي بين البلدين سوف ينتج مخاطر كثيرة تهدد أمن المتوسط وأوروبا وسيفتح باب الخطر من جديد على دول المنطقة المتوسطية؛ ومنها البوابة الإسبانية، خصوصا أن المغرب أفشل عمليات ومخططات إرهابية كانت تستهدف إسبانيا ودولا أوروبية، بالإضافة إلى وقوفه سدا منيعا في وجه الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة العابرة للحدود منها المخدرات والاتجار في البشر. واعتبر رئيس مركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات التلويح بإقفال إسبانيا للمساجد سوف يكون توجها خاطئا وسيكلفها ما ليس في الحسبان، كما أنه يتناقض مع ما ذهب إليه فرانكو في دعمه للإسلام والمسلمين لإنجاح الانفصال. ويرى المحلل المغربي أن العلاقات المغربية الإسبانية يحكمها نزاع الصحراء المغربية سرا وعلانية، واصفا الجزائر ب"الكراكيز المقحمة في الموضوع، التي تروم إلهاء الشعب الجزائري عن جوهر الأزمة التي تعيشها بلد "حكم العسكر" بخلق عدو وهمي وزرع الفتنة بالمنطقة وتأجيج الأوضاع.