قال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الثلاثاء، إن مدريدوالرباط "شريكان مهمان وتربطهما علاقات أخوية"، في محاولة منه للتخفيف من حدة التوتر الذي تفاقم تزامنا مع جلسة التحقيق مع زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي. وأضاف وزير الداخلية الإسباني في تعليق على "حرب التصريحات" بين الخارجية المغربية ورئيس الحكومة الإسبانية، قائلا: "نحن أفضل حليف للمغرب في الاتحاد الأوروبي". من جانبه، هاجم رئيس الحزب الشعبي الإسباني بابلو كاسادو، بشدة، الحكومة المركزية في مدريد، متهما إياها بالتضحية بالعلاقات مع شريك اقتصادي وتجاري مهم لإسبانيا. وقال كاسادو في تصريح صحافي، تعليقاً على تفاقم الأزمة بين البلدين، إن "العلاقات الاقتصادية مع المغرب ليست فقط على المحك، بل إن التعاون بين إسبانيا والمغرب ضد الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات في خطر". وانتقد المعارض الإسباني تدبير حكومة سانشيز للسياسة الخارجية، وقال: "ليس من الصدفة أن يتصل الرئيس الأمريكي بايدن بثلاثين زعيما ولم يفعل ذلك مع السيد سانشيز". ويستمع القضاء في إسبانيا، اليوم الثلاثاء، إلى زعيم جبهة بوليساريو ابراهيم غالي الذي تلاحقه تهم "التعذيب" وارتكاب "مجازر إبادة". وذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن قاضي المحكمة رفض التحقيق مع غالي بشأن الهوية المزيفة التي دخل بها إسبانيا. وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج كشفت في إطار حديثها عن أوجه التعاون بين البلدين، في تصريح حول الأزمة المغربية الإسبانية أمس الاثنين، أنه في مجال الهجرة، "تمكن المغرب منذ عام 2017 من إجهاض أكثر من 14000 محاولة هجرة غير نظامية، وتفكيك 5000 شبكة تهريب، ومنع محاولات اعتداء لا حصر لها". وأفادت الوزارة بأن التعاون في محاربة الإرهاب "مكن من تفكيك عدة خلايا بامتداداتها في كل من المغرب وإسبانيا، وتحييد 82 عملاً إرهابياً. تضاف إلى ذلك المساهمة الحاسمة التي تقدمها المملكة في التحقيقات التي أجريت في أعقاب الهجمات الدموية في مدريد في مارس 2004. أيضا أثمر هذا التعاون في مكافحة تهريب المخدرات عن تبادل ناجح ومفيد لحوالي عشرين قضية تتعلق بالاتجار الدولي بالمخدرات".