على الرغم من الأزمة السياسية الحادة التي تعيشها الجارة إسبانيا في ظل شبح إعادة الانتخابات التشريعية، فإن حكومة مدريد تحرص على التنسيق والعمل المشترك مع نظيرتها المغربية في القضايا ذات الطابع الأمني. في الصدد ذاته، عقد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، مع نظيره الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعاً خصص لمناقشة مواضيع الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والإرهاب. وأشاد الجانب الإسباني بالجهود المبذولة من قبل السلطات الأمنية المغربية لوقف تدفقات الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا؛ فقد كشف فرناندو غراندي مارلاسكا أن التعاون الدائم مع المغرب ساهم بشكل كبير في التقليل من عدد المهاجرين السريين القاصدين إسبانيا بنسبة 41.9 في المائة. وأكد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، في تصريحات للصحافة، أن الاجتماع مع نظيره الإسباني ركز أساسا على مكافحة الهجرة السرية ومحاربة المخدرات والتعاون في مجال الإرهاب. ووصف لفتيت العلاقات مع الجار الشمالي ب"الممتازة"، مضيفا أن التعاون بين الرباطومدريد يصب في مصلحة البلدين. من جانبه، قال وزير الداخلية الإسباني إن هذا الاجتماع مع الوزير لفتيت هو السابع من نوعه منذ توليه منصبه في يونيو 2018، واصفا التعاون الإسباني المغربي في الشؤون الداخلية بأنه "نموذجي". وشدد المسؤول الإسباني على أن الفضل في وقف تدفقات المهاجرين وعمليات الهجرة السرية المنظمة يعود إلى الدعم والتعاون المكثف من قبل جميع السلطات المغربية، مشيرا إلى أن "التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا، خصوصا في مجال تبادل المعلومات، كان له أثر إيجابي في تفكيك العديد من المافيات المتخصصة في الاتجار بالمهاجرين". فرناندو غراندي مارلاسكا كشف أن التعاون الأمني بين الجانبين، في سنة 2018، مكن من تفكيك 15 شبكة متخصصة في تهريب البشر وتم اعتقال 155 مهرباً. كما شدد على أن إسبانيا تواصل الدفاع أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي على الدور الكبير الذي يقوم به المغرب كشريك إستراتيجي في الهجرة وغيرها من المجالات. وفي قضايا الإرهاب، أوضح وزير الداخلية الإسباني أن التعاون في هذا المجال الحساس أسفر عن القيام بأكثر من 21 عملية مشتركة من أصل إسباني مغربي منذ عام 2014. وأعلن فرناندو غراندي مارلاسكا، على هامش اللقاء ذاته، عن إزالة الأسلاك الشائكة الموجودة في سياجي سبتة ومليلية المحتلتين. وأوضح أن هذه الأسلاك الشائكة سيتم تعويضها بأخرى آمنة، حيث ستكون أكثر طولا. المسؤول ذاته كشف، في حوار قبيل زيارته إلى الرباط، أن السلطات الإسبانية قررت نزع الأسلاك الشائكة من الحدود الفاصلة بين ثغري سبتة ومليلية المحتلين والأراضي المغربية، في أفق سنة 2020. وقال فرناندو غراندي مارلاسكا إن "مجلس الوزراء الإسباني أقر بإزالة الأسلاك الشائكة من حدود سبتة ومليلية؛ حتى تكون هذه الحدود جامعة بين تحقيق الأمن والانتصار للإنسانية، في مواجهة جحافل المهاجرين غير الشرعيين التي تتقاطر على المدينتين الواقعتين تحت حكم التاج الإسباني".