تعاون غير مسبوق بين مصالح الأمن والدرك لكشف لغز جريمة قتل بشعة بأكادير اهتزت مدينة أكادير للجريمة البشعة، التي ستنضاف حتما إلى قائمة الجرائم البشعة المسجلة داخل النفوذ الترابي لولاية أمن أكادير، والتي تتجلي بشاعتها في العبث بالأجساد البشرية وتقطيعها إلى أجزاء، تم التخلص منها عبر رميها في حاوية القمامات شأنها في ذلك شأن المخلفات التي يتركها الإنسان من فضلات وأزبال. "" والأكيد أن الغاية من ذلك ليست الرغبة في التمويه على البحث وإخفاء هوية المقتول من خلال تشويه معالم الجثة لأن مثل ذلك لن يتحقق بفضل التقنيات الحديثة التي قامت الإدارة العامة للأمن الوطني بتزويد فرق مسرح الجريمة التابعة للشرطة العلمية، إن الهدف أعمق من ذلك بكثير حسب أخصائيين في علم النفس الذين يرون أن فعل الانتقام لا يتوقف عند قتل الشخص المقصود بل يتعدى ذلك من خلال التنكيل بجثته والعبث بأطرافها قبل التخلص منها في مناطق قذرة مختلفة. وإذا كان سفاح تارودانت قد أراد الانتقام لنفسه من مغتصبيه عندما كان صغيرا عبر استدراج عدد من الأطفال الأبرياء من محيط المحطة الطرقية بالمدينة نحو المكان الذي كان يقطن فيه، ثم خنقهم بعد إتمامه لعملية الاغتصاب. فإن سفاح صيف 2008 بأكادير قد اختار التنكيل بأولى جثته التي تم العثور على أطراف مجزأة منها بكل من أكادير وأيت ملول وأورير، ولا زال البحث جاريا للوصول إلى الأطراف العليا التي لا زالت محط بحث متواصل من طرف الفرق الولائية ومصالح الدرك الملكي في إطار عمليات مشتركة. وهذه القضية تعيد إلى الأذهان قضية سفاح 2006 "عبد الحق"، عندما قام هذا الأخير بقتل فتاة من "بنات الليل" وعمد إلى تقطيع جسدها ووزع أطرافها على مجموعة من حاويات الأزبال بكل من حي "رياض السلام" وحي "إيليغ" وحي "الخيام"، وقد كانت دوافعه انتقامية بالدرجة الأولى في حق بنات حواء. هكذا استفاق سكان أيت ملول التابعة إداريا لعمالة إنزكان أيت ملول على خبر العثور على ساقي وفخذي رجل بأحد حاويات القمامات بشارع محمد الخامس في منتصف يوم الثلاثاء الماضي، وبعد 48 ساعة من ذلك، ثم العثور على مؤخرة وعضو تناسلي لنفس الرجل (منتصف الجسد كامل) بحاوية الأزبال بالمقربة من الثانوية التأهيلية أنوال. وبعد أربعة أيام من ذلك تلقى الدرك الملكي بأورير بإخبارية مفادها أن البحر ألقى برجل مقطوعة ورأس رجل بمنطقة تدعى "تماونزا" وبعد انتقال عناصره إلى عين المكان تم التأكد من صحة الخبر وتم نقل الأطراف لإجراء تحاليل مخبريه عليها للتأكد من كونها لنفس الضحية الذي تم العثور على أطرافه موزعة بين أكادير وأيت ملول. هذا، وقد أفاد مصدر عليم من داخل ولاية أمن أكادير بأن والى أمن أكادير شخصيا يشرف على تتبع أطوار هذه القضية التي شغلت بال الرأي العام المحلي والجهوي، وأنه وعد بفك لغز هذه الجريمة في غضون الأيام القليلة القادمة بفضل التنسيق الأمني بين مصالح الأمن والدرك بهدف الوصول إلى الجاني أو الجناة في أقرب وقت تفاديا لحصول جرائم أخرى.