قادت مختلف المعطيات والمعلومات التي تجمعت وتوصلت بها مصالح الشرطة القضائية بمراكش بخصوص أجزاء جثة بشرية إلى التعرف أولا على جنس وهوية الضحية ثم بالتالي كانت الخيط الرابط الذي كشف هوية الفاعلين لأبشع جريمة شهدتها مراكش نهاية أكتوبر الماضي. وبناء على ذلك توجهت أصابع الاتهام في هذه النازلة إلى زوجة الضحية المسماة (ف-ع) 28 سنة تعمل راقصة بإحدى الملاهي الليلية بمراكش، لتتم مواجهتها بمختلف القرائن والآلة الدامغة على تورطها في مقتل زوجها (أحمد - س) 42 سنة كان يعمل حارس أمن خاص بأحد فنادق مراكش. وأمام كل المعطيات المادية اعترفت الراقصة بفعلتها وبتفاصيل وأسباب ودوافع ارتكابها لجريمة القتل هاته رفقة خليلها ووالدتها. واتضح خلال مجريات التحقيق أن مسرح الجريمة كان ببيت الزوجية بحي سوكوما بالمدينة والذي انتقلت إليه الأسرة حديثا بعد مقدمها من مدينة الرباط. الاعترافات الأولية للزوجة الراقصة أشارت إلى أن دوافع الإقدام على مقتل الزوج كان بسبب خلافات حارة وبسبب سوء معاملته لها مما حذا بها إلى التفكير في الانتقام منه وبعد ربطها علاقة غرامية مع خليلها. سيناريو الجريمة بدأ باللجوء إلى تحذير الزوج بالإقدام على توجيه ضربة له على مستوى الرأس ثم تقطيع الجثة إلى مجموعة قطع صغيرة ثم التفكير للتخلص منها من خلال رميها بجنبات حائط مطار مراكش المنارة الدولي وعلى امتداد الطريق الرابطة بين أحياء أزلي والمحاميد. أما بقايا الجثة المشكلة من العظام والرأس فتكفلت والدة الراقصة بإحراقها ودفن رمادها بالمنزل المذكور لطمس معالم الجريمة. اعترافات المتهمة قادت إلى اعتقال عشيقها الذي نفى أية صلة له بالجريمة، أما البحث فمازال جار بخصوص والدتها التي اختفت عن الأنظار حيث ينتظر أن تسفر المواجهة بين الأطراف الثلاثة بكشف كل معالم الجريمة. والأكيد أن كل الوسائل العلمية الجد متقدمة التي تم اعتماده واستعمالها في كل مراحل هذه الجريمة قد مكنت من حل لغز هذه الحالة والتي كانت إلى عهد قريب صعب التوصل إلى كل حيثياتها وفاعليها.