اتهمت الجزائر المغرب بازدواجية، الخطاب تجاهها حيث تطالب بفتح الحدود بين البلدين وتغض الطرف عن تصريحات خطيرة لمسؤولين يشككون في رسم هذه الحدود، بحسب المتحدث باسم الخارجية الجزائرية. وقال عمار بلاني، في حديث لوكالة الأنباء الرسمية مساء الأحد، إن تصريحات "عدوانية وبالغة الخطورة صدرت عن الأمين العام لحزب الاستقلال وعضو الائتلاف الحكومي (حميد شباط)"، مضيفا أن هذه التصريحات تناقلتها شبكات التلفزيون الرسمي "ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تندرج بسذاجة في خانة حرية التعبير والرأي". وكان شباط قد طالب بلاده في تصريحات صحفية قبل أيام باسترداد "الأراضي المغتصبة من جانب الجزائر لا سيما وأن الحدود لا تزال غير مرسومة بين البلدين". واعتبر المتحدث باسم الخارجية الجزائرية أن تأثير تلك التصريحات "كان بالغ الضرر، وفضلت السلطات المغربية غض الطرف عنها بالتزام الصمت"، متسائلا: "كيف يمكننا أيضا أن نفسر كون أولئك الذين يدعون بشدة إلى إعادة فتح الحدود هم أنفسهم الذين يشككون في الوقت ذاته في رسمها؟!". وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، قد قالت في بيان لها السبت الماضي إن حملة التشهير، التي تشكو منها الجزائر، "تدخل في إطار الحق المكفول للجميع بحرية التعبير والرأي، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية للبلاد". واتهم بلاني المغرب بفرض ما وصفه ب"شروط غير مقبولة" شكلا ومضمونا، معتبرا أنها حملة "التشهير" مبنية إلى حد كبير على تحريف مضمون التصريحات الرسمية الجزائرية المتعلقة بقضية الصحراء، على حد قوله. وجدد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية تمسك بلاده بموقفها من قضية الصحراء قائلا إن الجزائر ستواصل الدفاع "بكل سيادة وإصرار عن موقفها غير القابل للمساومة في دعم حق الشعب الصحراوي الراسخ في تقرير مصيره".