وجه المنتخب البرازيلي لكرة القدم إنذارا جديدا إلى منافسيه المنتظرين في بطولة كأس العالم المقررة منتصف العام المقبل وأحكم الفريق قبضته مجددا على لقب كأس القارات بفوزه الكبير والثمين والمستحق 3/صفر على نظيره الأسباني مساء الأحد في المباراة النهائية للبطولة على استاد "ماراكانا" العريق والأسطوري بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وأحرز المنتخب البرازيلي لقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخ البطولة حيث توج من قبل بلقب البطولة في أعوام 1997 و2005 و2009 . واستعصت بطولة كأس القارات مجددا على المنتخب الأسباني الذي فرض هيمنته على الساحتين الأوروبية والعالمية منذ 2008 وتوج بلقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية الماضيتين (يورو 2008 و2012) وكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. واستغل المنتخب البرازيلي الذي تغلب على أوروجواي 2/1 في المربع الذهبي للبطولة يوم الأربعاء الماضي في استغلال حالة الإجهاد الشديدة التي يعاني منها الماتادور الأسباني بعد فوزه على المنتخب الإيطالي يوم الخميس الماضي بضربات الترجيح 7/6 بعد التعادل السلبي على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي. وسبق للمنتخب الأسباني أن سقط في فخ الهزيمة 2/3 أمام نظيره الأمريكي في المربع الذهبي لبطولة كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا ثم خسر في نهائي النسخة الجديدة بالبرازيل هذا العام ليظل لقب القارات هو الوحيد الغائب عن سجل الماتادور في البطولات الكبيرة. وحسم المنتخب البرازيلي المباراة في شوطها الأول بهدفين كان أولهما عن طريق فريد في الدقيقة الثانية من بداية المباراة ثم أطلق نيمار دا سيلفا رصاصة الرحمة على الماتادور الأسباني بالهدف الثاني في الدقيقة 43 . وفي الشوط الثاني ، ضاعف فريد من محنة الماتادور الأسباني بتسجيل الهدف الثالث للفريق في الدقيقة 47 وهو الهدف الثاني له في المباراة والخامس له في البطولة ليقتسم صدارة قائمة هدافي البطولة مع الأسباني فيرناندو توريس. وأهدر سيرخيو راموس فرصة تقليص النتيجة عندما أضاع ضربة جزاء لفريقه في الدقيقة 55 وسدد الكرة خارج المرمى قبل أن يضاعف جيرارد بيكيه من صعوبة المواجهة على المنتخب الأسباني بعدما تعرض للطرد في الدقيقة 68 لعرقلة نيمار ومنعه من الانفراد بحارس المرمى. ونجح نيمار في اختباره أمام الدفاع الأسباني الذي ضم جيرارد بيكيه زميله في فريق برشلونة الذي انضم إليه نيمار مؤخرا كما ضم اثنين من مدافعي ريال مدريد المنافس العنيد لبرشلونة وهما ألفارو أربيلوا وسيرخيو راموس ليؤكد نيمار أنه سيكون مكسبا هائلا لبرشلونة في المواسم المقبلة. ورد نيمار أيضا على الهزيمة الثقيلة صفر/4 التي تعرض لها مع سانتوس البرازيلي أمام برشلونة في نهائي كأس العالم للأندية. كما رفع نيمار رصيده إلى أربعة أهداف في المركز الثاني بقائمة هدافي البطولة ومنح الجماهير البرازيلية كثيرا من التفاؤل والثقة بفريقها قبل عام واحد من استضافة البرازيل لفعاليات كأس العالم 2014 والتي يسعى الفريق من خلالها إلى إحراز لقبه العالمي السادس. ونال المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي الذي عاد لتدريب الفريق في تشرين ثان/نوفمبر الماضي دفعة معنوية هائلة حيث أحرز اللقب بعد شهور قليلة له مع الفريق. وسبق لسكولاري أن ضرب بكثير منالتوقعات عرض الحائط وقاد الفريق للقبه العالمي الخامس من خلال مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وسبق للمنتخب البرازيلي أن أسقط نظيره الأسباني 6/1 على استاد "ماراكانا" في إحدى مباريات مرحلة تحديد البطل في كأس العالم 1950 بالبرازيل. ولكن الهزيمة هذه المرة في كأس القارات كانت أكثر قسوة على الماتادور الأسباني نظرا لأنها تأتي بعد عام واحد من تتويج المنتخب الأسباني بلقب أوروبا للمرة الثانية على التوالي وقبل عام واحد من رحلة الدفاع عن لقبه في كأس العالم إذا نجح الفريق في التأهل للنهائيات بالبرازيل. وبدأ المنتخب البرازيلي المباراة بنشاط ملحوظ وضغط هجومي مكثف على الدفاع الأسباني رغم وضوح بعض التوتر على لاعبي البرازيل. وأسفر الضغط البرازيلي عن هدف مبكر للغاية سجله في الدقيقة الثانية بعد ارتباك غريب في الدفاع الأسباني واثر هجمة سريعة للسامبا البرازيلية. وجاء الهدف اثر تمريرة عرضية رائعة لعبها هالك من الناحية اليمنى وفشل جيرارد بيكيه وألفارو أربيلوا مدافعا أسبانيا في تشتيت الكرة وحاولا نيمار تسديدها ولكنها وصلت في النهائية إلى فريد الذي سددها إلى داخل الشباك وهو مستلق على الأرض وقبل أن يلتقط كاسياس الكرة. وحاول المنتخب الأسباني استعادة اتزانه سريعا والرد على الضغط البرازيلي ولكن أصحاب الأرض واصلوا ضغطهم المكثف بحثا عن هدف جديد للاطمئنان أمام أبطال العالم. وطالب المنتخب الأسباني بضربة جزاء في الدقيقة السادسة اثر لمسة يد على مارسيلو داخل منطقة الجزاء ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب. وعاند الحظ المنتخب البرازيلي في الدقيقة الثامنة اثر هجمة منظمة سريعة وصلت منها الكرة إلى أوسكار داخل منطقة الجزاء ليسددها صاروخية زاحفة ولكنها مرت كالسهم بجوار القائم على يمين كاسياس. وباغت باولينهم الحارس الأسباني بتسديدة مفاجئة ساقطة في الدقيقة 13 ولكن كاسياس تألق وتصدى لها ببراعة وأمسك الكرة على مرتين. وأفلت أربيلوا من الطرد في الدقيقة 15 حيث اكتفى الحكم بإنذاره رغم إعاقته نيمار ومنعه من اللحاق بالكرة علما بأن اللاعب كان في طريقه للانفراد بالحارس كاسياس اثر هجمة مرتدة سريعة لراقصي السامبا. وباغت أندريس إنييستا الحارس البرازيلي جوليو سيزار بتسديدة صاروخية من مسافة بعيدة في الدقيقة 19 ولكن الأخير تصدى لها ببراعة وأخرجها لركنية لعبها تشافي وقابلها فيرناندو توريس بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت فوق العارضة مباشرة. وتغاضى الحكم عن إنذار أوسكار في الدقيقة 21 اثر خشونته مع اللاعب الأسباني سيرخيو بوسكيتس. ورد فريد بتسديدة ماكرة من حدود منطقة الجزاء اثر هجمة مرتدة سريعة للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 25 ولكن الكرة ذهبت خارج المرمى. وأثار الحكم موجة غضب في صفوف راقصي السامبا عندما رفض احتساب ضربة جزاء للفريق في الدقيقة 26 اثر سقوط نيمار داخل المنطقة في هجمة سريعة للبرازيل. ولكنه لم يتردد في إنذار سيرخيو راموس في الدقيقة 28 عندما أعاق أوسكار خارج حدود منطقة الجزاء ليحرمه من التوغل داخهل المنطقة والانفراد بالحارس كاسياس. وهيأ نيمار الضربة الحرة لهالك الذي سددها صاروخية ولكن الكرة ذهبت عاليا. وأهدر فريد هدفا مؤكدا للمنتخب البرازيلي في الدقيقة 32 اثر هجمة سريعة للفريق قادها نيمار ومرر منها الكرة بينية إلى فريد ليضعه في مواجهة كاسياس بمفرده ليسددها فريد مباشرة ولكن كاسياس تألق وتصدى للكرة التي خرجت إلى ركنية وصلت منها الكرة مجددا على رأس فريد ولكنه لعبها خارج المرمى. وواصل نيمار تلاعبه بالدفاع الأسباني المهتز وشكلت انطلاقه إزعاجا مستمرا لأبطال العالم الذين وضح عليهم الإجهاد في ظل حصولهم على يوم أقل من الراحة عن المنتخب البرازيلي إضافة لاستمرار مباراتهم أمام إيطاليا في المربع الذهبي لوقت إضافي وضربات الترجيح. ولذلك ، لم يكن من الصعب على المنتخب البرازيلي أن يحرم نظيره الأسباني من أسلوبه المعتاد في تناقل الكرة والاستحواذ عليها والتمريرات القصيرة كما حرمه من اختراق منطقة الجزاء. وأكدت الدقيقة 41 أن المنتخب الأسباني ليس في يومه حيث انطلق الفريق في هجمة رائعة انتهت بتمريرة عرضية من ناحية اليسار إلى بدرو المندفع دون رقابة في الناحية الأخرى من الملعب لينفرد بدرو ويسدد الكرة بيسراه في اتجاه الزاوية البعيدة لتعبر على يمين الحارس ولكن الأرض انشقت عن ديفيد لويز الذي أبعد الكرة بصعوبة بالغة قبل تجاوزها خط المرمى. ولم تمض سوى دقيقتين حتى أطلق نيمار رصاصة الرحمة على الماتادور الأسباني بتسجيل الهدف الثاني للسامبا البرازيلية في الدقيقة 43 اثر هجمة منظمة تبادل فيها الكرة مع زميله أوسكار قبل أن يسدد الكرة في حراسة أربيلوا في المقص على يمين كاسياس الذي لم يستطع التصدي لها لتكون الهدف الثاني قبل انتهاء الشوط الأول. وأجرى فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني تغييرا مع بداية الشوط الثاني بنزول سيزار أزبيليكويتا بدلا من أربيلوا. ولكن راقصو السامبا لم يمهلوا ضيفهم أي فرصة لترتيب الأوراق حيث باغت فريد المنتخب الأسباني بالهدف الثالث في الدقيقة 47 . وجاء الهدف اثر هجمة سريعة منظمة للبرازيليين مرر منها هالك الكرة من الناحية اليمنى وتركها نيمار لتمر من خلف قدمها وتصل إلى زميله فريد الذي هيأها لنفسه سريعا ولعبها من داخل حدود المنطقة لتتهادى على يسار كاسياس إلى داخل المرمى. ورغم هذا ، لم ييأس المنتخب الأسباني وواصل محاولاته لتعديل النتيجة وسنحت له الفرصة في الدقيقة 54 عندما تعرض لاعبه البديل خيسوس نافاس للإعاقة من قبل البرازيلي مارسيلو داخل منطقة الجزاء بعد دقيقتين فقط من نزول نافاس بديلا لخوان ماتا. ولكن سيرخيو راموس أهدر الفرصة وسدد الضربة خارج المرمى على يمين سيزار في الدقيقة 55 . وفي الدقيقة 59 ، أجرى دل بوسكي تغييرا ثالثا في صفوف فريقه ودفع بالمهاجم ديفيد فيا بدلا من توريس البعيد عن مستواه. ولكن نيمار قضى تماما على آمال الماتادور في تعديل النتيجة عندما تسبب في طرد بيكيه في الدقيقة 68 اثر هجمة سريعة وخطيرة قادها نيمار ولم يجد بيكيه بدا من إعاقته حتى يمنعه من الانفراد التام بالحارس كاسياس فلم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء في وجه بيكيه. وكاد نيمار يسجل الهدف الرابع للبرازيل من الضربة الحرة ولكن الكرة مرت فوق العارضة مباشرة. وأجرى لويز فيلييبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي تغييره الأول في الدقيقة 72 بنزول جيدسون بدلا من هالك. وواصل المنتخب البرازيلي تفوقه وأزعج نيمار الدفاع الأسباني بشكل مستمر وكاد يضاعف النتيجة أكثر من مرة ولكن الحظ عانده. ولعب جو بدلا من فريد في الدقيقة 80 ليكون التغيير الثاني للمنتخب البرازيلي في المباراة. ولم يتغير الحال في الدقائق الأخيرة من المباراة حيث ظل المنتخب البرازيلي هو الأفضل والأخطر لينتهي اللقاء بفوز كبير للفريق وهزيمة ثقيلة للأسبان.