ثورة المعلوميات والتكنولوجيا الحديثة كانت نعمة على الناس بفضل الله و العلم ورجاله وأصبحت نقمة على المتاجرين في أعراض السواد الأعظم, فبمجرد الضغط على زر التسجيل (كاميرا فيديو ) تمكن المواطن في العالم من رؤية ومشاهدة ما حدث بمدينة سيدي إفني بل أكثر من هذا أن الذي أقدمت عليه العناصر الأمنية من ( دقة مراكشية ويد من الفوقانية ) وركل وتعنيف وإهانة ليعتبر أمرا مرفوضا بعد اختيار المغرب القطيعة مع الماضي والمصالحة . "" الصور الحية كشريط الفيديو الأخير وما سبقه وصمة عار في حق مغرب اليوم تتحمل مسؤوليته الحكومة والأحزاب السياسية وكثيرا ما تقدم الحكومة استقالتها في العالم الديمقراطي وتحل خلالها الهيئات السياسية والمجالس المنتخبة ويعلن وزير الداخلية استقالته رسميا أمام الإعلام بجميع مكوناته . فعوضا أن نكون في مستوى بعض التشجيعات والتنويهات الدولية يلطخ بعض العناصر الصورة المغربية المشرفة بأحذيتهم المصفحة التي تتعمد كسر الضلوع والأطراف مدعمين بعصيهم التي تنزل على الرأس دون رحمة ولا شفقة وتجعل أعداء الوحدة الترابية ينشرون غسيلنا داخل المحافل الدولية وتشوه سمعة حقوق الإنسان وتعطل من جديد المسار التنموي والحقوقي فيتعثر الاستثمار وتتعثر معه كل المشاريع والبرامج المستقبلية. إن ملك المغرب محمد السادس حث الحكومة على احترام كرامة المواطن وربط مصير الأمة وتقدمها بتسليم المشعل إلى القضاء في إشارة واضحة أن القانون فوق الجميع وعلى الجميع وفي الدول الديمقراطية أن شبيه " الفيديو " الحدث يجعل النيابة العامة تحريك البحث وتقوم القيامة التي تستدعي دعوة الوزراء والبرلمانيين من عطلتهم لدراسة الوضع. فتعليمات الملك واضحة وعلى الجميع تنفيذها وتطبيقها لكن من له الجرأة وكل الجرأة لإفراغ التعليمات من محتواها وتقديم تقارير مغلوطة تمكن أمثال هذه العناصر الأمنية من خرق القانون دون محاسبة وكثيرة هي الأسماء التي فاحت رائحتها تقصيرا وجورا وفسادا تترقى بصورة مهولة فحين الرجل المناسب يبقى قابعا في رتبته وفي أول احتجاج له يجد نفسه موقوفا عن العمل تحت طائلة من الاتهامات وهذا الأمر ليس جديدا لأنه كان سائدا في وزارة إدريس البصري التي هيمنت على كل الوزارات بوزرائها وكل الإدارات بمدرائها وتحكمت في القضاء والقضاة وخلقت الشقاق بين الجيران وجعلت من القائد ملكا ومن العامل ملكا ومن الوالي ملكا واختلط الخطاب وضاع الناس بين المسلم والمتمسلم وبين الفضيلة والرذيلة وبين القناعة والتبذير وبين العالم والجاهل وبين المعروف والمنكر وبين الصلاة وعبادة الأوراق البنكية. المغاربة أسرة واحدة من طنجة إلى الكويرة وما يجري بمدينة سيدي إفني يهم المغاربة في جميع المدن الأخرى ومحنتهم محنة الجميع وآلامهم هم الجميع وليس بالقوة تحل المشاكل أو بالعنف تطوى الرواية فأين حكمة الحكومة التي تجمع كم من وزير وكم من كاتب الدولة ؟ وأين ممثلي الشعب من يمين ومعارضة ووسط ومستقلين؟ أليس فيكم رجال سقطت دموعهم أمام ذلك المشهد الرهيب ( فيديو ) وشدتهم الغيرة على الكرامة - المهدورة والمغدورة - ورفع رسالة إلى ملك البلاد يؤكد من خلالها الخروقات السافرة لبعض عناصر الأمن والذين يتطلب فيهم حماية وضمان سلامة المواطنين لا قهرهم وتعذيبهم بل في حالة تلبس وجب تسليمهم للضابطة القضائية من أجل إنجاز محضر وبعدها تقديمهم إلى محاكمة عادلة تضمن لذي حق حقه. الحدث المشئوم وقع في شهر مبارك " شعبان" الذي توج بكرامة " الإسراء والمعراج " تشريفا للنبي المختار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ونحن على أبواب شهر رمضان شهر المغفرة والتوبة وما حصل للشابين أمر لن يرضاه الخالق وهو خير منتقم.