عاد الهدوء إلى المعابر الحدودية بين سبتةالمحتلةوالفنيدق، بعد نشر تعزيزات أمنية مكثّفة على مستوى الحاجز الحدودي البحري، بينما تواصل سلطات سبتة عملية ترحيل المهاجرين، حيث أعادت ما يقرب من 500 شخص صباح اليوم الأربعاء. وانتشرت قوّات أمنية معزّزة بأفراد من القوات المساعدة بالقرب من باب "الدّيوانة"، لكن ذلك لا يمنع مئات المرشّحين للهجرة، الذين وصلوا الفنيدق صباح اليوم، من العبور إلى معبر "تاراخال"، بينما يتمركز سد أمني آخر يفصل التّراب المغربي عن نظيره الإسباني. ووفقا للمعاينة الميدانية بالقرب من المعبر الحدودي، يوجد حوالي 500 شاب ينتظرون "ساعة الصّفر" لبدء أي اقتحام جديد للحدود البرية والبحرية، بينما يسيطر الأمن على المنطقة عكس السّاعات الماضية التي شهدت اندلاع مواجهات بين الشّرطة والمهاجرين الذين أرادوا اقتحام الحدود بقوّة. ولم تسمح قوات مكافحة الشّغب المغربية لأي شخص بالاقتراب من رصيف الميناء، على الرغم من المحاولات العرضية من قبل عدد من المرشّحين للهجرة السّرية، كما لم يُسمح لهم بتسلق التل الذي يؤدّي مباشرة إلى مدخل المعبر الحدودي. وفي حديث مع هسبريس، أفاد أحد عناصر القوات المساعدة من عين المكان بأن "بعض المرشّحين للهجرة حاولوا التّسلل بحرا إلى المنطقة الحدودية، لكن تم طردهم على الفور"، مبرزا أن "عددا من المهاجرين حاولوا الهجوم واستعملوا الحجارة، لكن تم صدّهم". ورغم ارتفاع درجة الحرارة في منطقة الفنيدق، مازال مئات المهاجرين مرابطين بالقرب من المعبر الحدودي، وغالبيتهم يصرون على إكمال الطريق إلى سبتةالمحتلة، "وخا يضربونا بالكيماوي غادي نمشي. حنا أصلا ميتين ف هاد البلاد"، يقول جمال (24 سنة) عاطل عن العمل مقيم في الفنيدق منذ سنة. ولاحظت هسبريس توافد تعزيزات أمنية جديدة إلى المعبر الحدودي، كما أن سيارات الإسعاف والوقاية المدنية ترابط في المكان منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء. وتترقب أمهات مصير أبنائها بالقرب من باب الدّيوانة، بعدما نجحوا في العبور بحرا إلى الجيب المحتل. وشدّد الجيش الإسباني مراقبته على كافة النقاط الحدودية المتاخمة للمعبر الحدودي؛ فعلى المستوى البحري، تدخلت فرق الحرس المدني وقامت بمنع العشرات من العبور بحرا صوب النقطة الحدودية. وفي الجو، استمرت طائرة هيلوكوبتر في تمشيط المنطقة ومراقبة الوضع. وتدخّلت قوات البحرية الملكية في عين المكان لإنقاذ مرشحين للهجرة حاولوا التسلل إلى الثغر المحتل، بينما قامت وحدات التدخل الإسباني بتفريق المهاجرين الواصلين إلى الضفة الأخرى بالغازات المسيلة للدموع وبالضّرب.