غضب عارم ذلك الذي يعم أوساط الطلبة الجامعيين المنحدرين من إقليم طاطا بعد ظهور نتائج الأشطر الثلاث للمنحة الجامعية التي أقصت العشرات منهم و المتواجدين بعدد من الجامعات و المعاهد العليا على امتداد خارطة المملكة. أحمد بن بلا، طالب يتابع دراسته بالسنة الأولى بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي بالرباط، صرح لهسبريس ان دهشته كانت كبيرة عندما إطلع على لوائح المستفيدين و لم يجد إسمه داخلها. الدهشة زادت عندما اكتشف الطالب وجود أسماء لطلبة من عائلات ميسورة و متوسطة منهم من وضع ملفات الاستفادة خارج الآجال و منهم الحاصل على شهادة الباكلوريا خارج الإقليم بل خارج جغرافيا الأقاليم الصحراوية يقول ذات المتحدث. سعيد حقي، طالب بجامعة ابن زهر بأكادير، توجه صحبة العشرات من زملائه إلى باب عمالة اقليم طاطا قصد الاحتجاج على ما يعتبرونه حيفا في حق شباب المنطقة و خروقات شابت توزيع المتوفر من المنح "في غياب أي معيار موضوعي يفسر استفادة هذا من ذاك..". الطالب قال أن مسؤولين و أمنيين اجتمعوا بالغاضبين في محاولة لطمأنتهم مؤكدين أن نهاية شهر يونيو "قد تحمل جديدا في الموضوع". "جديد في الموضوع" جملة لم تطمئن عددا من الطلبة المحرومين من المنحة حيث طالبوا، من خلال هسبريس، كلا من لحسن الداودي، وزير التعليم العالي و محند لعنصر، وزير الداخلية و أعضاء اللجنة الإقليمية المكلفة بالمنح بتحمل مسؤوليتهم في ما لحق 43 طالبا من "جور و غبن متمثل في هضم حق من الحقوق الأساسية للطلبة المعوزين". بعضهم صرح لهسبريس أنه مهدد بالتشرد خاصة مع ديون الكراء المتراكمة و الوعود التي قطعوها لمن أسكنهم بتأدية سومة كراء الغرف مع نهاية السنة الجامعية. من جهته صرح بوجمعة تاضومانت، عضو اللجنة الإقليمية المكلفة بالمنح، أن اللجنة التي يرأسها عامل الإقليم و يشغل عضويتها كل من نائب وزارة التربية الوطنية و رئيس فدرالية جمعية أباء و أمهات التلاميذ بالإضافة إلى الخازن الإقليمي قامت (أي اللجنة) بكل الجهود الممكنة من أجل تلبية طلبات 1291 طلب منحة وضع أمام أنظارها خاصة أن الدورية الوزارية تعطي الحق لتغطية طلبات المنحة بنسبة مائة بالمائة في هذه المناطق، يقول المتحدث، مبديا استعداد لجنته للاستمرار في دق أبواب الوزارات المعنية حتى رفع الضرر عن 43 طالب لم يتمكنوا من الاستفادة إلى حد الآن.