تعيش الشابة لطيفة بوشكوك، 26 عاما، على إيقاع حياة ملؤها الألم والأمل، رغم أن آلامها جراء إصابتها بحريق داهم جسدها الغض عندما كانت طفلة صغيرة تفوق آمالها في أن تعود الأجزاء المحروقة من جسمها إلى حالتها الطبيعية. لطيفة، التي تقطن في دوار تيشون بعين اللوح، ترقد منذ مدة طويلة في المستشفى العسكري "ماريفي" بالرباط، للاستشفاء من آثار الحروق الكثيرة التي طالت جسدها، وخاصة وجهها وغيرت من ملامحه الجميلة الشيء الكثير، فحدثت "خسائر" فادحة على مستوى أنفها وأسنانها. عبد السلام بوشكوك والد الشابة لطيفة، التي انفجرت قنينة غاز في وجهها منذ كانت طفلة في سن السادسة من عمرها، يتحمل مشاق السفر قادما من أزرو إلى المستشفى العسكري بالرباط، من أجل معاينة مراحل استشفاء ابنته التي فقدت أمها جراء الكمد والحزن الشديد على مصاب ابنتها لطيفة. والد هذه الشابة يعاني من ضيق ذات اليد، فلا هو يستطيع توفير قوت أسرته الفقيرة، ولا هو يتحمل مصاريف التنقل لرؤية ابنته المحروقة، ولا هو قادر على تدبير تكاليف علاج لطيفة المتفاقمة. لطيفة وجدت نفسها فجأة حبيسة شكلها الخارجي الذي تغير بشكل كامل، خاصة من حيث الملامح الرئيسية التي تُعرِّف الوجه، وأيضا حبيسة المستشفى الذي لا يمكنها مغادرته بسبب ما تسبب فيه حريق قنينة الغاز من إصابات وأضرار جسدية وتجميلية فادحة. الطبيب العسكري الذي يشرف على حالة لطيفة، الدكتور محمد كريم الخطيب، وهو أيضا أستاذ مساعد في مستشفى "فال دوغراس" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس، يوضح في شهادة طبية اطلعت عليها هسبريس بأن لطيفة تحتاج لعملية جراحية دقيقة تعمل على "إعادة بناء" أنفها، علاوة على عملية لجراحة الأسنان. لطيفة ترقد حاليا، متجرعة آلاما نفسية وجسدية ثقيلة تنوء بحملها الجبال، بشيء قليل من التفاؤل، في المستشفى العسكري بالرباط؛ عمارة 1 غرفة 205 حرف o الطابق الثاني.. ورقم هاتف لطيفة بوشكوك هو: 0667256533.