يبدو أن الغش الجماعي في امتحانات البكالوريا خاصية مغاربية أو على الأقل سمة مشتركة بين الجارين المغرب والجزائر. بعد التسريبات التي عاشت على إيقاعاتها المملكة طيلة الأسبوع الماضي تعرض عدد من الأساتذة الحراس في امتحانات البكالوريا الجزائرية للتعنيف والتهديد بالضرب من قبل بعض المترشحين لأمتحانات البكالوريا. حالات العنف هذه جاءت موثقة في 24 تقرير رفعه المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني يوم الخميس الماضي إلى وزير التربية الجزائري عبد اللطيف بابا احمد والمدير العام للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، حيث تعرضت التقارير بكثير من التفصيل للملابسات والأحداث التي واكبت امتحان الفلسفة في البكالوريا، من حالات غش جماعي وعنف جسدي ولفظي من قبل المترشحين، مطالبا بتطبيق أقصى العقوبات على "المشاغبين" و"الغشاشين". تقرير ولاية قسنطينة (مثلا) جاء فيه أن مسؤولا إداريا في مديرية التربية تنقل إلى مركز امتحان عرف فوضى وغشاً جماعيا في امتحان الفلسفة، حيث قال لأحد المترشحين حرفيا “غُشَّ..! ولو كنت مكانك لاستعملت السلاح الأبيض لكي لا يمنعني أحد..!”، الأمر الذي اعتبره مسؤول نقابة الأساتذة المستقلين، في تصريحه ليومية جزائرية، تحريضا علنيا على ممارسة العنف. المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بالجزائر و في رد فعل على ما حدث قرر شل عملية تصحيح أوراق امتحان شهادة البكالوريا، في سابقة هي الأولى من نوعها، يوم الاثنين، عبر 53 مركز تصحيح موزع عبر الولايات، تنديدا بحالات الغش الجماعي في امتحان الفلسفة. المنسق الوطني لمجلس الاساتذة، نوار العربي، أفاد في تصريح للصحافة المحلية أن تنظيمه النقابي قرر خلال اجتماع المكتب الوطني، المنعقد بولاية بومرداس، توقيف عملية تصحيح أوراق امتحان البكالوريا، اليوم الاثنين، لمدة ساعتين، كخطوة إنذارية للوزارة ودق ناقوس الخطر عما وصلت إليه المدرسة الجزائرية ومصداقية شهادة البكالوريا. بيان في الموضوع أشار الى أنّ محاربة الغش والاعتداءات على الأساتذة الحراس في الامتحانات الرسمية تقع مسؤوليتها على الجميع، وأي تقاعس في هذا الشأن هو مساس بالمهنة وبكرامة المربّي وبمصداقية هذه الامتحانات، مضيفا أنّ الوقفة الاحتجاجية هي إنذار وتحذير مستعجل بالخطر الذي يداهم العملية البيداغوجية في المدرسة الجزائرية، بداية من المساس ب”هيبة وحرمة” الأستاذ إلى سحب السلطة البيداغوجية منه وفسح المجال للتلاميذ بالمطالبة بالعتبة واختيار المواضيع وغدا تحديد نسبة النجاح.