يعتبر الطلاق بالنسبة لبعض الأزواج عملية جراحية للخلاص من زائدة دودية على وشك الانفجار،ولا يلتجئ الزوجان إلى الانفصال إلا إذا وصلا إلى الباب المسدود،وطرقا كل الأبواب سواءا كانت حبية أو تصالحية أو تدخلات سرية أو عائلية ....فلم تنفع كل هذه التدخلات في إصلاح ذات البين،وترميم الجسد من ضربات المشاكل المستعصية....الحياة الزوجية حياة السكينة والمودة والعشرة وعقدها الشرعي ميثاق غليظ ومتين لا يمكن جزه بأية آلة حادة إلا إذا قررا الزوجان لنفسيهما طواعية حله بشكل قانوني. "" فالحياة الزوجية تبقى دائمة ومستمرة لا تتبدل ولا تتغير وفقا لما تحويه الشروط المحددة في الميثاق الشرعي الذي يشترط على الزوجين التحلي بالأخلاق الفاضلة والإخلاص والمحبة ودوام العشرة والسكينة ونبذ المشاكل والصراعات. هذه المؤسسة هي مؤسسة مباركة زواجية تجمع بين ذكر وأنثى على سنة الله ورسوله،الهدف منها تكوين أسرة تتكون بالإضافة إلى الزوجين من أطفال من صلبهما لاستمرارية الحياة على الأرض.ان الحياة الزوجية إذا ضعفت ووهنت نتيجة تراكم عدة مشاكل بنيوية وصراعات هيكلية وبرزت على الساحة ضغائن وكراهيات بين الطرفين، إذ ذاك تصبح الحياة بينهما لا تطاق نتيجة عوامل عدة من بينها على سبيل المثال لا الحصر: سوء اختيار الزوج لزوجته أو العكس، تدخل الأسرة أو العائلة ،عدم التكافؤ بين الزوجين، عدم الإشباع العاطفي لأحد الزوجين،ظهور عيوب غير قابلة للمداواة، خيانة زوجية، تسلط أحد الطرفين،الاضطهاد المبالغ فيه وبروز خبث شديد لدى أحدهما. الكل منا يعلم أن الصراع داخل البيت بين الزوجين يزيد من تأزم الوضعية،ويؤثر سلبا على السير العادي لهذه المؤسسة وبالتالي عدم قيامها بالمهام المنوطة عليها وعلى رأسها تربية الأطفال الذين يكونون ضحية أولى،فوجود الأولاد أثناء المشاداة الكلامية بين المرأة والرجل يورث فيهم مجموعة من العقد النفسية، فتتوزع الأسرة إلى فريقين وأكثر نتيجة تحيز الفتيات لأمهن ومسايرة الأولاد لأبيهم،وقد يكون العكس،فالأب يغرس في أبناءه الكره لامهم مدعيا أنها هي التي تخلق المشاكل وتقوم بأعمال قبيحة ومشينة وغير لائقة، أما الأم فتتهم الأب بعدم قدرته على تحمل المسؤولية والسهر خارج البيت،والبخل عن الأسرة وتبذير أمواله خارج مؤسسة الزواج وربط علاقات عاطفية مع أخريات وعدم الاهتمام بالزوجة والأطفال، ولأن الطلاق ليس كارثة اجتماعية في عيون بعض النساء اللواتي وصل عددهن إلى حوالي 6 من كل 10متزوجات أي أزيد من %60 حسب تقارير وزارة العدل ،فإنهن يفضلن"أبغض الحلال"من أجل استقلال ذاتي وراحة أكبر يتحدين الأسرة والمجتمع والنظرة الدونية للمرأة المطلقة بثقة وشجاعة.المرأة التي تطلب الطلاق وتريد الانفصال وتخليص نفسها من زوج جحود حسب رأيها تنشر سمومها وقطرانها المر حتى تتمزق أوصال الأسرة وتتشتت أشلاءها على عتبات المحاكم الشرعية وأمام قاضي الأسرة ضاربة عرض الحائط قدسية المؤسسة الزوجية، وهدفها هو استقلال ذاتها وأملها في حياة أفضل وفي تأسيس حياتها من جديد مع شخص يبادلها نفس المشاعر ونفس التصور للحياة وهذا من سابع المستحيلات، وهذا النوع من النساء كثيرات وعددهن في تزايد مستمر والأرقام الرسمية تثبت ذلك،فحسب كلمة ألقاها وزير العدل بمناسبة مرور سنة على تطبيق مدونة الأسرة انخفضت نسبة الطلاق الذي يوقعه الزوج بنسبة 42.7 في المائة في حين ارتفعت قضايا التطليق بطلب من المرأة بمعدل 58.57 في المائة هذا يبين أن الطلاق أصبح بالنسبة للكثيرات مخرجا من حياة لا تعجبهن اختيارا وليس بالضرورة كارثة. الطلاق مسؤولية مشتركة بين الزوجين،فلماذا تعتبر بعض النساء أنهن ضحايا ؟ علينا أن لا ننسى أن هذا الموقف السلبي يؤثر كثيرا على الأطفال ويجب أيضا أن نعترف أن العوامل التي تؤدي إلى الطلاق يمكن تجاوزها بسلام، كمشاكل المصروف،والاقتناءات غير اللازمة، زيارات الأسرة المتكررة وغير المبررة،وعصبية الزوجين....لكن تبقى هذه المشاكل والقضايا بسيطة ومتجاوزة ويمكن حلها بطرق تفاوضية بشكل ثنائي أو بتدخل الأسرة أو الأهل والأحباب، لكن يبقى المشكل الخطير الذي لا يمكن مداواته هو الخيانة الزوجية خاصة إذا كانت من طرف الزوجة لأنها تصبح أوتوماتيكيا ضمن لائحة المطلقات...لهذا على الرجل والمرأة أن يغيرا سلوكهما نحو الأفضل ويناضلا من أجل استمرار الحياة داخل عش الزوجية. [email protected]