ساعات قليلة تَفصِل عن موعد أولى مواد امتحانات الباكالوريا التي تبدأ غدا الثلاثاء بمختلف مراكز الاختبارات المنتشرة عبر ربوع المغرب والتي تسهر عليها وزارة التربية الوطنية بمعية شركائها. الأيام الثلاثة القادمة تحمل مشاعر القلق والخوف والرهبة التي يبُثُّها هذا الامتحان، عند مقدمِه كل عام، في نفوس تلاميذ السنة الثانية من الباكالوريا المستعدين لاجتياز هذه "المهمة الصعبة". وزارة التربية الوطنيّة على أتم الاستعداد 484 ألفا و778 مترشحا ومترشحة٬ من بينهم 215 ألفا و083 مترشحة٬ بما يمثل 44.37 بالمئة من مجموع المترشحين، هو العدد الإجمالي للمترشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا خلال دورة يونيو 2013 حسب ما أعلنت عنه وزارة التربية الوطنية. وأوضحت الوزارة الوصية على أن عدد المترشحين عرف ارتفاعا بنسبة 8 في المئة٬ مقارنة مع دورة يونيو 2012، مع 302 ألفا و 766 مترشحا ومترشحة في التعليم العمومي و 158 ألف و 435 مترشحا ومترشحة من الأحرار. وزارة محمّد الوفا أكدت أن امتحانات البكالوريا لهذه السنة تتميز بمواصلة الوزارة للمجهودات الرامية إلى إحكام تنظيم مختلف محطات هذا الاستحقاق الوطني الهام عبر إرساء معايير موحدة وطنيا تضمن للمترشحات والمترشحين تكافؤ الفرص فيما بينهم وللنتائج مصداقيته، حيث تعمل الوزارة على تعديل دفتر مساطر تنظيم امتحانات نيل شهادة البكالوريا على ضوء نتائج تقويم شامل لتجارب السنوات الماضية فضلا عن تعزيز آليات التواصل وذلك عبر مواصلة إصدار دليل المترشحة والمترشح لامتحانات البكالوريا 2013. تشديد الخِناق على الغشَّاشين تدابير جديدة إذن تلك التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية من أجل محاربة الغش في امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الحالي، متمثلة في تحديد عدد المرشحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا في 20 مرشحا داخل كل قاعة خلال اختبارات هذه السنة، ومنع الهواتف النقالة خصوصا منها الذكية. وأعلن محمد الوفا وزير التربية الوطنية٬ أن الوزارة وضعت إجراءات زجرية في حالة الغش٬ مشددا على أن الوزارة لن تتسامح بتاتا مع كل من تسول له نفسه الغش في امتحان الباكالوريا. وسبق لذات الوزارة أن ضبطت 3112 حالة غش خلال الامتحان الوطني للسنة الماضية، منها 2480 حالة خلال إجراء الاختبارات، و632 حالة اتفق عليها من طرف لجان التصحيح، وتبين أن أكثر من نصف المترشحين الغاشين ينتمون إلى فئة الأحرار بنسبة 52 في المئة. أولياء أمور وأبناء بين التوتر والرهبة والثقة سفيان، 17 سنة والتلميذ بثانوية " الفقيه التطواني" التأهيلية بمدينة سلا، أكد لهسبريس أنه على أتم الاستعداد لاجتياز امتحان "الباكالوريا"، حيث يقضي سحابة يومه ما بين المُذاكرة والحفظ والمراجعة لمدة تتجاوز 14 ساعة يوميا، مُعربا عن أمله في أن تمر الامتحانات في ظروف مريحة، "لا أخفي أني رغم كل هذا أشعر برهبة الامتحان الذي سيرتكز عليه مستقبلي الجامعي" يؤكد المتحدث. في حين علقت أم سفيان بالقول "أبذل قصارى جهدي لتوفير الظروف المناسبة لابني حتى يستطيع المذاكرة واستيعاب دروسه على أحسن وجه، حتى أني أحاول الحفاظ على الهدوء من أجله"، مؤكدة في ذات الآن على أن هذه الفترة تعدّ من أصعب الأوقات التي تمر بالتلاميذ الممتحنين والتي من تتطلب الأسرة بذل مجهود كبير لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائهم. أما إشراق التلميذة بثانوية "ابن بطوطة" بالرباط قتحدثت بمعنويات عالية، " لا أشعر بالخوف من اقتراب الامتحانات رغم أن العديد من زميلاتي وزملائي يشعرون بالقلق والخوف"، مُتابعة " القلق والتوتر قد يشعرانني بالإحباط ولن أستطيع ساعتها المراجعة والتركيز كما يجب" موضحة أنها مواظبة على حضور مراجعات وحصص دعم عند أستاذ في مادتي الفيزياء والرياضيات. من جهتها قالت مريم 19 سنة، "هي المرة الثانية التي أعيد فيها امتحانات الباكالوريا، بعد أن رسبت السنة الماضية، وأحاول مراجعة دروسي بتركيز أكبر حتى أتمكن من النجاح هذه السنة"، مؤكدة أن والديها يدعمانها معنويا ويشجعانها على الدراسة والمذاكرة أكثر وألا تلتفت لعثرات الماضي والتركيز على امتحان هذه السنة وعلى المستقبل. ستمر وتنتهي أيام الامتحان هاته التي "يُعزُّ فيها المرء أو يُهان"، إلا أن التوجس والقلق لن ينتهي لتبدأ أطوار أخرى في حياة التلاميذ وذويهم الذين يترقبون نتائج الامتحان الأسطوري.. بالتوفيق للجميع .