في غياب فرق المعارضة بمجلس النواب التي قاطعت الجلسة الشهرية للسياسات العامة لرئيس الحكومة، اليوم الجمعة، ارتدى الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، جبة المعارضة موجها سهام نقده لقرار الحكومة بتوقيف 15 مليار درهم من الاستثمار. وبعد أن تبرأ الفريق من هذا القرار، على اعتبار أنه "ستكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني"، أوضح محمد أبو فرج النائب البرلماني عن حزب الميزان أن هذه الانعكاسات السلبية سيعاني منها العالم القروي على وجه الخصوص، لافتا الانتباه إلى ما يمكن أن يترتب عن ذلك من نقص في عدد من المشاريع التي يعول عليها المواطنين في عدد من القرى المغربية. وأضاف أبو فرج في مداخلته باسم الفريق الاستقلالي أنه "كنا نأملنا بأن تحظى مذكرة حزب الاستقلال المرفوعة لرئاسة الحكومة بالعناية اللازمة"، متأسفا من تجاهل رئيس الحكومة لها قبل أن يؤكد أنها "كانت ستجنب الاقتصاد الوطني الأزمات واستهداف جيب المواطنين". وتأسف الفريق من عدم إشراك نواب الأمة في اتخاذ قرار يمس الاقتصاد المغربي، مؤكدا أنه كان يجب أن "يتم مناقشة القرار داخل لجنة المالية بالمجلس قبل تنزيله". وعكس ما ذهب إليه الفريق الاستقلالي من نقد اتجاه الحكومة التي قرر مجلسه الوطني الانسحاب منها، قال محمد مبدع رئيس الفريق الحركي، متوجها لرئيس الحكومة، "نحن معكم في تحالفنا القوي"، مضيفا في كلمة باسم الفريق الحركي "أن الشعب المغربي أعطانا الثقة لنحافظ على ما تعيشه بلادنا من استقرار، ولا يمكننا أن نخذل الشعب الذي وضع فينا الثقة". وأضاف مبدع أننا "نحمد الله على بلادنا وما تعيشه رغم "هناك خصاص في عدد من القطاعات"، منبها الحكومة إلى أنه من الصعب تدبير العالم القروي مركزيا"، داعيا إلى ضرورة إشراك الجماعات المحلية والعمال والولاة في تدبير العالم القروي. إلى ذلك عاد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ليؤكد أنه "بكل صدق لو كنا بغينا نقصوها ماكان حد يعلم بنا"، مضيفا أن "وزيرا سابقا قال لي إن الحكومات السابقة كانت توقف الاستثمار دون إخبار للرأي العام"، قبل أن يؤكد "لكن كنا واضحين معكم، ونتخذ إجراءات قد تكون قاسية نوعا ما لكنه في صالح المغاربة". بنكيران قال إن "إصلاح المقاصة وأنظمة التقاعد والإصلاح الضريبي وإصلاح منظومة العدالة سنمضي فيه مهما كلفنا"، مشددا على أنه "لا يمكن أن نوقفها حتى يكون الناس عاجبهم الحال من الحكومة، لأن هذا أمر غير ممكن". هذا وأشار رئيس الحكومة، إلى أن فريقه الحكومي يعتز "بارتباطه بالمواطنين الذين صوتوا عليه قبل الانتخابات وبعد الانتخابات وخصوصا في العالم القروي"، مؤكدا أن المهم ليس في الإنجاز ولكن المهم أن قلب الحكومة على المواطنين" مشيرا أنها سائرة في الإصلاحات إلى نهايتها".