مرة، قال لي سعدي يوسف مازحا: طنجة قادرة أن تذيقك كأس النعاس الأليم. أجبته: بل كأس الحب المستحيل. وكنت جادا. محاولا نسيانك، أقرأ كتابا ل "كيرشنار" فيقفز طيفك من بين سطور فقرة تقول: تأثير الإعلام على الشخص عاطفي أكثر من عقلاني، مثله مثل الحب. قد تعد العدة لتناول الغذاء، أفضل طبق وأشهى فاكهة، ثم تتفاجأ ألا شهية لك للأكل. لا نحتاج دوما إلى إشباع معدتنا بل إلى إشباع عاطفتنا. كان لا بد لي أن أتعرف على ألف امرأة.. وأضاجع ألف امرأة.. وأجرب كل طقوس الحب وصنوف العشق، لأعرف أني أحبك أنت وأنك عندي بكل النساء. بفندق حيث أمضيت ليلتي، صحوت فإذا مرافقتي قد غادرت باكرا. مشكلتي، أنني كلما تعرفت على امرأة تهجرني لأنني لا أضاجعها إلا وأنت معي! عندما التقيتك منذ سنتين، لم يكن إسمك يعني لي شيئا. وقبل شهر فقط، عرفت أن إسمك ظل يسافر رويدا في دمي حتى صار يمثل لي أجمل المعاني. سأنام الآن لأحلم بك. سأدعوك الليلة للسفر معي إلى باريس، إلى روما، إلى كل عواصم الدنيا. وفي كل عاصمة نزورها سأحبك على طريقة أهلها. مثل ورقة يناصيب، مشرعة أرقامها على كل الاحتمالات، قد يغير الحب حياتك إلى ما هو أفضل.. وقد لا يمنحك إلا مزيدا من الخسارة والألم. قبالة أباجورة، جلست الليلة لساعات أفكر... لماذا تعلقت بك؟ لكنني أدركت أنه لا يعقل أن تسأل السمكة نفسها لماذا تعيش في الماء؟! حاولت ليومين أن أنساك، توقفت عن التغريد لك وعن نشر الصور في إنستغرام.. ثم اكتشفت أن حبك لم يكن عارضا في حياتي لأنساك. صورك على إنستغرام أدهشتني، لكني لم أنسخ ولا صورة منها على هاتفي. للحب طقوس لن يغيرها إنستغرام ولا تويتر.. ولو كان حبا من طرف واحد. يحدث أن تصادف شخصا وتحبه في غفلة من مشاعرك، ويحدث أن تمضي سنوات رفقة شخص تحاول أن تحبه ولا تجد له إلى قلبك سبيلا. للحب أيضا أقداره. لا أدري ما الذي فعلته بي لأسهر الليل أفكر فيك وأحلم بأجمل ما قد يجمعنا معا. إنه الحب الحقيقي.. لا نصادفه إلا مرة واحدة في العمر. في حانة لندن.. كل المتواجدين هنا فاشلون في الحب. وإلا لماذا جاؤوا؟ في حانة لندن.. لا يهزم الرجلَ في حياته إلا شيء واحد: الحب! طنجة هذا الصباح. درجة الحرارة ست وعشرون وضعفها درجة حبي لك. حركة المرور لا تهدأ ومثلها شوقي لك. هل تعرف طنجة بحكاية تعلقي بك؟ ربما. قبل أن أتعرف عليك، كان الحب عندي شيئا أمارسه كأية هواية ولا أبالي. بعدما عرفتك، صار الحب عندي مقدسا له طقوس وصلاوات وابتهالات... عجبا للحب. إما يأتي متأخرا أو يكون مستحيلا. ([email protected])