بدأت الترشيحات والتخمينات بمن سيخلف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في منصب إدارة دفة شؤون البلاد، تتكاثر بعد أن غيَّب المرض من كان يلقبه الجزائريون "الصقر الذي لا ينحني"، قبل أن يتخذ لقبا آخر هو أقرب إلى الواقع وهو "الرئيس المريض". وانطلقت التفضيلات والموازنات بين المرشحين المحتملين لملء كرسي رئاسة الجمهورية الجزائرية، بعد أن اضطر المرض بوتفليقة إلى التواري عن الأنظار قرابة الشهر الواحد، حيث لا يعلم عنه الجزائريون شيئا سوى ما تتضارب الأنباء والتقارير بشأنه، بين مطمئن بأن الرجل في نقاهة استعدادا للرجوع إلى البلاد، وبين جازم بأن صحة الرئيس آخذة في التدهور بشكل لا يشي بالاطمئنان. وفي هذا السياق تأتي تصريحات الضابط المتقاعد محمد شفيق مصباح، لإحدى الصحف السويسرية أمس الثلاثاء، حيث رشح بقوة اسم اليامين زروال، الرئيس الأسبق، بأن يكون "الرجل الأنسب لمرحلة ما بعد الرئيس بوتفليقة. وبحسب مصباح فإن لا توجد أية "شخصية سياسية قادرة على تحقيق الإجماع بين أبناء الشعب من الإسلاميين والعلمانيين، باعتبار أنه "الوحيد القادر على ذلك"، حيث بإمكانه أن يقود "حكومة إنقاذ عمومي". ولم يغلق المحلل السياسي الجزائري باب الرؤساء المحتملين للجزائر دون زروال، بل ذهب إلى أن هناك "خيارات أخرى قد يتم اللجوء إليها من طرف صناع القرار، في صورة رؤساء حكومات سابقين، على غرار مولود حمروش، المعروف برجل الإصلاحات، وعلي بن فليس، الذي سبق له أن خاض معركة الانتخابات الرئاسية في عام 2004، منافسا للرئيس الحالي". ولفت الخبير في الاستراتيجيات العسكرية إلى أن "المتابعين للشأن السياسي في الجزائر يحاولون باستمرار الحصول على الأسرار المتعلقة بإدارة شؤون قمة الهرم في الدولة، غير أنهم عادة ما يصطدمون بجدار يحجز عنهم الرؤية"، في إشارة إلى ما أثاره مرض بوتفليقة من ردود أفعال عارمة. ويوجد زروال في "عزلة سياسية منذ مغادرته قصر المرادية في عام 1999، ومنذ ذلك الحين، لم ير للرجل أثرا، لا في المحافل السياسية ولا في الأعياد الوطنية، ولا حتى في دبلوماسية الجنائز بما فيها جنائز الرؤساء الذين توفوا في العامين المنصرمين، بداية بأول رئيس للجزائر المستقلة، أحمد بن بلة، ثم الشاذلي بن جديد، ومؤخرا رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا، علي كافي".