منذ 1ن خلق الانسان وهو يصارع من 1جل اثبات وجوده انطلاقا من توفير ضروريات الحياة الأساسية ، فالبشرية جمعاء تسعى حسب 2مكانياتها ، 2لى تحسين ظروف عيش 1فرادها على جميع المستويات، ويبقى الانسان الهدف و الوسيلة و الثروة الرئيسية لتحقيق التنمية البشرية . المغرب من بين الدول التي سعت و لاتزال جاهدة الى تحسين وضعيتها فيما يخص مؤشر التنمية البشرية، من خلال مجموعة من البرامج و المخططات التنموية، التي أخفق بعضها في حين 1ن البعض الاخر لا يزال يشهد نوعا من الدينامية و الحركية، وتعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجها من 1وجه هذه التدخلات الهادفة للقضاء على الفقر و الهشاشة و الإقصاء الاجتماعي، التي جاءت بعد دق ناقوس الخطر بصدور تقرير الخمسينية الذي شخص الوضعية الاجتماعية بالمغرب. فتم الإعتماد على 1ليات و ميكانيزمات جديدة، كالحكامة و المقاربة التشاركية و مقاربة النوع من خلال اربع برامج متجلية في : البرنامج الأفقي برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي، برنامج محاربة الهشاشة، برنامج محاربة الإقصاء الإجتماعي في الوسط الحضري، التي من شأنها أن تساهم في تحسين مؤشر التنمية البشرية . اليوم، وبعد مرور ثمانية سنوات على انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لقاءات وندوات عدة عقدت، دراسات وتقارير 1نجزت، حول نتائج هذه المبادرة ، ففي محاولة لتحليل الوضع الراهن و استقراء الحصيلة المتمثلة في: تقليص معدل الفقر من 36٪ إلى 21٪ في المناطق المستهدفة، 000 22 مشروع ، 5.2 مليون مستفيد، 33٪ من المشاريع للمرأة و13٪ للشباب، لم تعبر عما كان منتظرا. فالمغرب احتل المرتبة 130 في أحدث تصنيف دولي للتنمية البشرية من بين 186 دولة، وفق برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وهذا يعني أنه لا تزال هناك قيود وعراقيل التي تتطلب الكثير من الجهود لتوجيه التنمية على المسار الصحيح. فتوفير الخدمات الاجتماعية (البنيات التحتية الأساسية، الماء الصالح للشرب ، الكهرباء، المراكز الصحية) إذا كانت تساعد في تخفيف فك العزلة، والمشاكل الصحية، فإنها لا تساهم في تنمية الفرد كفاعل في تحقيق التنمية المستدامة. "لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد السمكة ". هذا يعني أنه لا يكفي فقط مساعدة الفرد ماديا لتحقيق المشاريع، ولكن الأكثر أهمية هو تعزيز ترسيخ الثقة في المستقبل، بإشراكه وإدماجه في جميع مراحل انجاز مشروعه ، كعنصر تنموي فاعل ، وهو ما يعكس فكرة Amartya Sen ان التنمية البشرية تتمركز حول البشر ، و التنمية تكون بالبشر لتنمية البشر ومن أجل البشر. لا وجود لوصفات سحرية أو حلول معجزة.. " فإذا كنت تخطط لسنة فاغرس بذرة، وإن كنت تخطط لعشر سنوات فازرع شجرة، وإن كنت تخطط لمائة سنة فعلم الناس". فالمغرب يتوفر على كل الوسائل والموارد البشرية والطبيعية لمواجهة تحديات التنمية البشرية، ينبغي أن يكون هناك مفتاح واحد، الإرادة والقدرة ، القدرة على فهم المبادرة والواقع . *باحثة في التنمية البشرية