تحدثت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن إمكانية أن تتحول الإصابة بفيروس "كورونا" إلى مرض موسمي على غرار الأنفلونزا الموسمية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن المعطيات المتوفرة في الوقت الحالي لا يمكنها الحسم فيما إذا كان الأمر كذلك. وفي هذا الإطار قال مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن الحديث عن تحول "كورونا" إلى مرض موسمي أمر سابق لأوانه، مضيفا أنه للحديث عن هذا الأمر لا بد أولا من معرفة ما إن كانت اللقاحات المتوفرة تشكل مناعة مكتسبة دائمة أو موسمية. وتابع الناجي قائلا: "إذا وجدنا أن المناعة موسمية، فالمرض سيكون موسميا"، مشيرا إلى أن أغلب المقالات لحد الساعة تتحدث عن مناعة تدوم ثمانية أشهر. وأضاف أن من سيحدد ما إن كان المرض موسميا أم لا هي الوزارة الوصية والمنظمة العالمية للصحة. وأوضح الناجي، في حديثه مع هسبريس، أنه إذا كان المرض موسميا فيجب أخذ اللقاح كل بداية موسم، محذرا من تضاربات الآراء، خاصة أن المواطن يبني على كل ما يسمعه، وهو ما يتطلب أخذ الحيطة والحذر. وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في الإطار ذاته، من أن بداية ارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي لا ينبغي أن يُستخدم كدافع لتخفيف التدابير الرامية إلى الحد من انتشار فيروس "كورونا". وأشارت المنظمة، في تقرير حديث لها، إلى أنه كثيرا ما تتسم العدوى الفيروسية التنفسية، مثل الأنفلونزا، بنوع من أنواع الموسمية، التي تبلغ ذروتها في فصلي الخريف والشتاء في المناخات المعتدلة، وهو ما يدعم التوقعات بأن "كوفيد- 19" سيكون مرضا موسميا قويا إذا استمر سنوات عديدة. وترى المنظمة أنه "من السابق لأوانه استخلاص النتائج بشأن فيروس كورونا". وحسب التقرير ذاته، فإن الآليات الأساسية التي تؤدي إلى موسمية الالتهابات الفيروسية التنفسية ليست مفهومة جيّدا حتى الآن. وأضاف أن الدراسات المخبرية للفيروس المسبب لمرض "كوفيد- 19" تُظهر "بعض الأدلة التي تشير إلى أن الفيروس يعيش فترة أطول في ظروف الإشعاع فوق البنفسجي البارد والجاف والمنخفض".