ما حقّقه فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم طيلة مساره التدبيري، على المستوى الإفريقي، لفائدة المغرب، لم يحققه كل السياسيين والمسؤولين وعلى رأسهم الوزراء والنواب، الذين يستفيدون من تعويضات خيالية، مقابل فقط رحلات وأسفار وتنقلات تُذر عليهم الملايين، وتُثقل فقط كاهلَ ميزانية الدولة ! لا نُجامل الرجل، الذي لطالما انتقدنا تدبيره غير المجدي نفعا من حيث النتائج، على الأقل على مستوى المنتخبات، ونقصد تحديدا المنتخب الوطني الأول، لكن ما يشفع لفوزي لقجع، وما ينبغي التنويه به، هو مسيرة الرجل إفريقيا وعالميا، والتي تكللت، مؤخرا فقط، بنيل عضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ومهمة نائب الرئيس الجديد للكونفدرالية الإفريقية، الجنوب إفريقي، باتريس موتسيبي. ولتعرفوا أهمية الانتصار الكُروي (الرياضي) والدبلوماسي والسياسي، الذي حققه السيد لقجع، أنظروا إلى الصدى الذي خلفه ذلك، لدى جيراننا الجزائريين، ولاسيما في الأوساط الرسمية والشبه رسمية والإعلامية، وهو الصدى الذي وإنْ كان في بعض مظاهره، إنما يعكس إقرارا، مِن جانب صفٍّ مهني محترم، بِكارِيزما الرجل، وبِمهنيته العالية التي لا تخطئها عيْن ناقد، فإن تردد اسم لقجع على الساحة الجزائرية، يفسر، في الغالب، مدى الحنق والسخط وخيبة الأمل والإحباط، التي كان سببها هذا الرجل، الذي تمكن من هزْم كل البروباغندا الهائلة، وتحركات قصر المرادية الدبلوماسية، بما تحويه من دفتر شيكات تُوزَّع يمينا وشِمالا، لتأليب الأفارقة ضِد مصالح المغرب ! لقد استطاع لقجع، مستنِدا طبعا إلى دبلوماسية مغربية استباقية، تعمل في السر وبِتبصّر، أن يُكبد ممثل النظام الجزائري، ورئيس اتحاده الكُروي خيرالدين زطشي، شرّ هزيمة، وهو الذي وكّله نظامه للظفر بمقعد على مستوى "الفيفا" و"الكاف"، مدعَّما هو الآخر أيضا بالورقة المالية، وبسياسة الشيكات على بياض، التي يبدو أنها لم تعد تُجدِ نفعا لدى الأفارقة، الذين باتوا يمليون أكثر، وتُغريهم سياسة ودبلوماسية المملكة المغربية، القائمة على التعاون المؤسساتي المثمر، على أساس رابح/رابح، التي جعلت كثيرا من أشقائنا الأفارقة، يتراجعون عن دعم أطروحة الجزائر الرسمية، الهادفة إلى النيل من وحدة المغرب الترابية... لقد بدَت الصدمة جَليةً في خطاب أذرع النظام العسكري الإعلامية، وهي توجِّه بمرارة السؤالَ المبحوح لممثلهم في اجتماعات الكاف الأخيرة بالرباط، عن السبب والدافع والمسؤول عن التعديلات التي طالت قوانين الكونفدرالية، التي تضع حدا لطموحات هذا النظام، الذي كان يمني النفس بإيجاد موطئ قدم لعضوية "دويلة" البوليساريو الوهمية، داخل الكاف، قبل أن يخيبَ المسعى اللئيمُ والخبيثُ، على أيدي التحركات المغربية، التي جسدها واقعا، دفاع فوزي لقجع وعلاقاته التي وطدها مع أعضاء الكاف والفيفا طيلة سنوات توليه العديد من الوظائف بالجهازين الكُرويين؛ بل إن حتى هناك إشارات التُقطت من داخل نفس الاجتماعات، وجسدتها مخارجُ ومقرراتُ هذه الاجتماعات، تفيد أن دولة جنوب إفريقيا دخلت مع مملكة محمد السادس في مرحلة هدنة، وإن كانت رياضية، فسيكون لها ما بعدها، وهو ما جعل المغرب، من خلال الجامعة الملكية لكرة القدم ورئيسها فوزي لقجع، يدعم فوز الجنوب إفريقي، باتريس موتسيبي، برئاسة الكاف، وذلك بإقناع المغرب لِدول منافسي موتسيبي بالانسحاب لفائدة الأخير، وهو ما لم يكن بالإمكان لولا العلاقات الدبلوماسية الرفيعة التي تربط الرباط بباقي العواصم الإفريقية، إلا ما ندر منها، الذي ما يزال يتبنى رؤية الجزائر البائدة ! خلاصة الذي جرى مؤخرا بالرباط، من خلال اجتماعات الكاف وبحضور الرجل الأول في الفيفا جياني إنفانتينو، هو شهادة اعتراف إفريقية أخرى بقوة المغرب وتفوّق دبلوماسيته القائمة على البناء والتعاون والتكتل، على دبلوماسية النظام الجزائري التي أساسُها ومرماها الهدمُ والتهاوُن والتشتتُ والتآمرُ !