أكد الملك محمد السادس اليوم الأربعاءفي خطاب العرش بمناسبة حلول الذكرى التاسعة لتوليه مقاليد الحكم ، أنه سيظل ملكا لجميع المغاربة، على اختلاف مكوناتهم، ورمزا لوحدة الأمة، ومؤتمنا على سيادة المملكة وحوزتها الترابية ، وبيّن أنه "مهما كانت محدودية النتائج الآنية، فإن المبادرة والمثابرة والنفس الطويل، يجب أن تكون عماد تدبير الشأن العام ". وبخصوص مشكل الصحراء أكد الملك محمد السادس إرادة المغرب الراسخة، في مواصلة " نهج اليد الممدودة ، بهدف إصلاح ذات البين وترسيخ الثقة، بالحوار والمصالحة الشاملة،" مع الأطراف المعنية بقضية الصحراء ،وفي سياق متصل انتقد الملك محمد السادس إغلاق الجزائر حدودها مع المغرب وذلك رغم النداءات المتكررة لفتحها التي وجهتها الرباط موضحا أن اختلاف وجهات النظر في نزاع الصحراء لا يبرر إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر، كإجراء أحادي وكعقاب جماعي يتنافى مع أواصر أخوتهما التاريخية. وفيما يلي أهم النقط التي تناولها خطاب العرش : الطبقة الوسطى تشكل عماد الاستقرار والقوة المحركة للانتاج قال الملك محمد السادس إنه عازم على "جعل الفئات الوسطى مرتكز المجتمع المتوازن الذي نعمل على بلوغه، مجتمع منفتح، لا انغلاق فيه ولا إقصاء ، مجتمع تتضامن فئاته الميسورة باستثماراتها المنتجة ومبادراتها المواطنة وما تدره من شغل نافع، مع غيرها، في المجهود الوطني الجماعي، للنهوض بأوضاع الفئات المعوزة وتمكينها من أسباب المواطنة الكريمة". وأشار من جهة أخرى ، إلى أنه مهما كانت أهمية الإصلاحات والأوراش الكبرى ،" فلن تعطي ثمارها كاملة إلا بتسريع وتيرة النمو لتواكب الحاجيات المتزايدة ". وأكد الملك محمد السادس أن تحديات مغرب اليوم،" لا يمكن رفعها بوصفات جاهزة أو بإجراءات ترقيعية أو مسكنة أو بالترويج لمقولات ديماغوجية ترهن الحاضر بالهروب إلى مستقبل نظري موهوم". وأضاف أن أساس نجاح أي إصلاح يكمن في" ترسيخ الثقة والمصداقية والتحلي بالأمل والعمل والاجتهاد وعدم الانسياق لنزوعات التيئيس والتشكيك والعدمية خاصة في الظروف الصعبة" ، مبينا أنه "مهما كانت محدودية النتائج الآنية، فإن المبادرة والمثابرة والنفس الطويل، يجب أن تكون عماد تدبير الشأن العام". دعوة الحكومة لبلورة مخطط لإصلاح القضاء وبخصوص قطاع القضاء أكد الملك محمد السادس حرصه على مواصلة تحديث جهاز القضاء وصيانة استقلاله وتخليقه، ليس فقط لإحقاق الحقوق ورفع المظالم ، وإنما أيضاً لتوفير مناخ الثقة والأمن القضائي، كمحفزين على التنمية والاستثمار. ودعا الملك محمد السادس الحكومة للانكباب على بلورة مخطط مضبوط للإصلاح العميق للقضاء، ينبثق من حوار بناء وانفتاح واسع على جميع الفعاليات المؤهلة المعنية. وأعلن الملك عزمه على إقامة المؤسسة الدستورية، للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. المغرب يواجه صعوبات في تدبير ثروته المائية وعليه التكيف مع استفحال مشكل الطاقة قال الملك محمد السادس إن المغرب يواجه صعوبات حقيقية في مجال تدبير ثروته المائية قد تعيق بثقلها كل مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية. وأكدمحمد السادساعتماد استراتيجية مضبوطة لرفع تحدي تدبير تزايد الطلب على الماء وتعاقب فترات الجفاف وتقلص مخزون المياه الجوفية والتبذير اللامسؤول لهذه الثروة الحيوية، عن طريق تعبئة وتخزين المياه وتوسيع دائرة الاستفادة من الماء الشروب، لا سيما داخل العالم القروي. ودعا الملك محمد السادس إلى انبثاق وعي وطني حضاري، في اقتصاد استعمال الماء. باعتباره موردا طبيعيا ثمينا. وبخصوص التحديات التي يواجها المغرب في قطاع الطاقة، قال الملك محمد السادس أنه " علينا أن نتكيف، من الآن فصاعدا، مع التحولات العالمية العميقة لقطاع الطاقة، المتوجهة نحو الاستفحال......ولا خيار للمغرب أمام ضرورة الرفع من قدرته على الإنتاج المحلي للطاقة، وفتح المجال أمام الاستثمارات الواعدة بتوفيرها، وتكريس الجهود لجعل الطاقات البديلة والمتجددة عمادا للسياسة الوطنية في هذا القطاع". اختلاف وجهات النظر في نزاع الصحراء لا يبرر إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر وفي موضع الصحراء والعلاقات مع الجزائر أكد الملك محمد السادس إرادة المغرب الراسخة، في مواصلة " نهج اليد الممدودة ، بهدف إصلاح ذات البين وترسيخ الثقة، بالحوار والمصالحة الشاملة،" مع الأطراف المعنية بقضية الصحراء . وقال الملك محمد السادس إن المملكة ستواصل "اتخاذ المبادرات الصادقة والتجاوب مع كل الإرادات الحسنة من أجل تطبيع العلاقات المغربية- الجزائرية وإقامة شراكة بناءة مع هذا البلد الجار الشقيق " . وأكد محمد السادس أن المنطلق في ذلك هو "الوفاء لروابط حسن الجوار، بين شعبينا الشقيقين ، هدفنا الأسمى، التجاوب مع طموحات الأجيال الصاعدة لتسخير طاقات الشعبين الشقيقين، المغربي والجزائري، لرفع التحديات الحقيقية للتنمية والتكامل، بدل هدرها في متاهات نزاع موروث عن عهد متجاوز يعود إلى القرن الماضي". وأضاف الملك محمد السادس أنه "مهما كان اختلاف وجهات النظر في هذا النزاع، فإنه لا يبرر استمرار إغلاق الحدود كإجراء أحادي يعيشه الشعبان الجاران الشقيقان كعقاب جماعي يتنافى مع أواصر أخوتهما التاريخية ومستقبلهما المشترك، ومع مستلزمات الاندماج المغاربي". سأظل ملكا لجميع المغاربة والملكية تاج فوق رؤوس المغاربة وقال الملك محمد السادس في ختام خطابه أنه سيظل ملكا لجميع المغاربة، على اختلاف مكوناتهم، ورمزا لوحدة الأمة، ومؤتمنا على سيادة المملكة وحوزتها الترابية، وضامنا لحقوق الأفراد والجماعات ، مضيفا ، أن الملكية المواطنة تاج فوق رؤوس المغاربة في التزام دستوري عميق ووفاء متبادل، لعقد البيعة الوثيق وللأرواح الطاهرة لبناة صرح الدولة المغربية العريقة.