، الأمين العام لحزب الاستقلال، شَبَّطَ (أي: تعلَّق وتمسك بالشيء) في نادي "الطالعين"، ليس لأنه فجر قنبلة سياسية في وجه حكومة عبد الإله بنكيران الذي اعتقد بأن رجل فاس القوي كان فقط "يُسخِّن" أجواء المشهد السياسي بالبلاد، قبل أن يتأكد بأن شباط منذ انتخابه أمينا عاما لحزب "الميزان" لم يكن يُسخِّن "البنادر"، بل كان يعي تماما ما كان "يهدد" به. شباط لم يحل ضيفا على "طالع" لوضعه جمرة حارقة في يد بنكيران، ولكن لأنه لم يكن يختفي وراء لسانه الذي بدا طليقا فصيحا، ومتواصلا بشكل جيد في جميع تحركاته التي سبقت "الأزمة" السياسية التي أحدثها، يوم السبت، بقرار حزبه الانسحاب من الائتلاف الحكومي. ويستحق شباط، الذي كان أول مسؤول حزبي تواصل عبر موقع الفايسبوك سنة 2009، هذا "الصعود" لكونه أبان عن قدرة واضحة على التواصل مع وسائل الإعلام بمختلف أصنافها دون أدنى حرج، أو اتهامات يلقيها جزافا هناك أو هناك، ودون أن يَلوي وجهه شطْر وسائل إعلام أجنبية كما أضحى يفعل بنكيران منذ أشهر خلت. لقد أدرك شباط منذ مدة، بحسه السياسي "الفطري"، بأنه إذا شبط في الصحف والمواقع الإخبارية التي تطلب منه تصريحات أو حوارات، أو إبداء مواقف معينة، خاصة خلال التجربة الحكومية الحالية، يكون قد أفاد واستفاد..أفاد الرأي العام بما يجول بخاطره كقيادي سياسي فاعل ومؤثر، واستفاد لأنه بذلك يكون قد ساهم في ترسيخ صورته بشكل "إيجابي" في أذهان المغاربة.