يعرف عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، وحتى حزب الأصالة والمعاصرة أن الانتخابات الجزئية بكل من مدينتي مراكش وطنجة التي ستنتهي حملتها الليلة لن تغير من الخارطة السياسية شيئا كثيرا سواء خروج المصباح متفوقا فيها أو الجرار. ويعلم بنكيران جيدا أن هذه الانتخابات والتي يحتدم فيها الصراع على أربعة مقاعد لن تغني من جوع سواء المعارضة ممثلة في البام أو الأغلبية الممثلة بالمصباح. لكن ماذا تمثل هذه الانتخابات؟ ولماذا هذا التطاحن بين الطرفين؟ وهذه الخرجات الاعلامية والتصريحات النارية بينهما؟. بنكيران رئيس الحكومة اليوم في المحك ويعرف أن هذه الانتخابات إما أن تقويه أو تعصف بشعبيته وهو ما دفعه إلى القول في مراكش " إن مشاركة الناخبين في الانتخابات النيابة الجزئية امتحان لمعرفة ما إذا كان الشعب يريد أن تستمر التجربة الحكومة الحالية". إن هذه الانتخابات وما عرفته من تطاحنات بين الطرفين، ترمومتر لقياس مدى استمرارية شعبية بنكيران لدى الشعب، وخسارة حزبه هذه المقاعد، إشارة لحزب الأصالة والمعاصرة على أن الحكومة النصف ملتحية بدأت تتراجع إلى الخلف ومصداقيتها تتناقص، وهو الأمر الذي سيزيد من خرجات البامويين في الأسابيع المقبلة من أجل قلب الطاولة واسقاط الحكومة كما عبر عن ذلك الرجل البامي الأول مصطفى الباكوري خلال الأيام الماضية. إذن، لننتظر، فصول هذا الفيلم المغري بالإثارة خصوصا مع دخول حميد شباط الوافد الجديد الذي كشر عن أنيابه أمس في ندوة لاماب، وعبر عن امتعاضه من عدد من الملفات الحكومية التي يعتبر حزبه مكونا لها، وأرسل إشارات الغمز واللمز، و"مساجات" للبام والاتحاد الاشتراكي، ما يعني أن اسقاط الحكومة إن تم سيكون ب"تآمر" مع "مشبط" الحياة السياسية.