قام مجموعة من نشطاء الحركة الأمازيغية بوضع عريضة يطالب الموقعون عليها وسائل الإعلام العمومية من قنوات تلفزية وإذاعية، وكذا المسئولين المشرفين على مختلف القطاعات، بالتوقف عن استعمال عبارة "المغرب العربي"، وهي خطوة تأتي بعد إصرار بعض الجهات الإعلامية على الاستمرار في استعمال هذه العبارة التي سقطت من الدستور المغربي دون أن تتراجع في التداول الإعلامي. الأسباب التي جعلت هؤلاء النشطاء يعمدون إلى صياغة هذه العريضة ضدّ عبارة "المغرب العربي" هي الأسباب التالية: أولا لأنها عبارة تمسّ بمشاعر الأمازيغ المغاربة، حيث لا تحترم وجودهم وهويتهم ولغتهم. ثانيا لكونها عبارة إقصائية واختزالية لا تأخذ بعين الاعتبار تعدّد المكونات البشرية والحضارية واللغوية والثقافية للبلدان المغاربية، وتختزلها في البعد العربي وحده. بينما تشكل البناء الحضاري المغاربي من الأبعاد الأمازيغية والإفريقية والعربية والإسلامية والمتوسطية واليهودية. ثالثا لأنها تتعارض مع منطوق الدستور المغربي الذي يعتمد عبارات "الاتحاد المغاربي" و"المغرب الكبير"، ولم يعد يتضمن عبارة "المغرب العربي" التي ما زالت تصرّ على استعمالها بعض وسائل الإعلام المغربية. رابعا لأن هذه العبارة ظهرت في سياق النضال ضد الاستعمار خلال الخمسينيات من القرن الماضي، حيث اعتمدت "الحركات الوطنية" في هذه البلدان إيديولوجيا "القومية العربية" باعتبارها آنذاك إيديولوجيا لتوحيد ما سمي ب"الأمة العربية" التي تمتدّ من المحيط إلى الخليج، لكنها اليوم أصبحت بلا معنى في ظل التحولات التي عرفتها هذه البلدان في اتجاه توطيد الديمقراطية وترسيخها على أساس الاعتراف بجميع المكونات. ولهذا تدعو القوى الأمازيغية إلى إسقاط استعمال عبارة "المغرب العربي" المتجاوزة، كما تدعو إلى تغيير إسم "وكالة المغرب العربي للأنباء" لكي تتطابق مع مضمون الدستور المغربي.