أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء اهتمامها للوضع السياسي في فرنسا٬ اصدار البرتغال لأول اقتراض على المدى الطويل٬ قضية الفساد المالي المتورط فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس وآخر تطورات الأزمة في سورية وكذا موضوع انسحاب المقاتلين الأكراد من تركيا. ففي فرنسا٬ كتبت صحيفة "لوفيجارو" أن الرئيس فرانسوا هولاند يسعى من خلال الحديث عن تعديل وزاري إلى توجيه رسالة إلى الشعب الفرنسي وإلى أعضاء الحكومة في وقت تعرف فيه شعبيته انخفاضا من خلال استطلاعات الرأي بعد عام من وصوله إلى الاليزيه. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة "باريزيان" أن الرئيس هولاند يضغط على وزرائه ويحذرهم من أن "لا أحد محمي في الحكومة٬". وفي البرتغال اعتبرت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس"٬ أن إصدار الحكومة لأول اقتراض على المدى الطويل " اختبار لشهية المستثمرين٬ مشيرة إلى أن الحكومة وصفت هذه العملية ب "الخطوة الهامة في أفق إتمام خطة الإنقاذ في يونيو 2014ا". أما الصحف السويسرية فركزت معظم تعليقاتها على قضية الخصاص الذي تعاني منه مصالح المستعجلات في جنيف عقب تسجيل ثلاثة وفايات٬ حيث اعتبرت صحيفة "لاتريبون دو جنيف" تسجيل هذه الحالات " مثير للاستغراب" خاصة وأن ساكنة جنيف تدفع ضرائب باهضة لضمان الخدمات الصحية الملائمة". وأضافت أن ساكنة جنيف تدفع أزيد من مليار فرنك سويسري في الضرائب سنويا بالإضافة إلى المنح الفيدرالية من أجل توفير خدمات صحية يصف الجميع بأنها الأفضل في العالم". وفي تركيا كتبت صحيفة " طرافا" أن بداية انسحاب المقاتلين الأكراد من تركيا كخطوة في عملية السلام أثارت جدلا بين الأحزاب السياسية الممثلة في الجمعية الوطنية التركية الكبرى (البرلمان). وفي بريطانيا كتبت صحيفة (الديلي تلغراف) عن اعتراف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعجزه على إقرار تشريع جديد يضمن تنظيم استفتاء حول عضوية المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي خلال الولاية التشريعية المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون أبرز أن الاتفاق الذي أبرمه مع حزب الليبراليين الديمقراطيين٬ المعروفين بمواقفهم المؤيدة لأوروبا٬ إبان المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة الحالية٬ يمنعه من اعتماد قانون يفتح الباب أما تنظيم استفتاء حول أوروبا بعد الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها سنة 2015. وأضافت (الديلي تلغراف) أن موقف زعيم حزب المحافظين٬ والذي عبر عنه في منشور خاص وجهه لنواب حزبه في البرلمان٬ يأتي بعد أيام من تلميحه إلى إمكانية اللجوء إلى هذا الخيار. كما أشارت الصحيفة إلى تصاعد حدة الجدل داخل صفوف حزب المحافظين بخصوص قضية أوروبا ولاسيما بعد دعوة اللورد لاوسن لو بلابي٬ وزير المالية السابق٬ إلى خروج بريطانيا من الفضاء الأوروبي. وكتبت صحيفة (التايمز) من جهتها عن تصاعد الدعوات التي يوجهها الناخبون ونواب حزب المحافظين في البرلمان٬ لزعيم الحزب ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أجل إعادة النظر في علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي٬ محذرين في الوقت ذاته من أن عدم القيام بذلك قد يكون سببا مباشرا في خسارة الاستفتاء الذي كان قد تعهد بتنظيم بخصوص بقاء لندن داخل الفضاء الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات اللورد لاوسون الأخيرة٬ كان لها وقع كبير داخل هياكل ودهاليز حزب المحافظين٬ حيث سارع أهم نوابه في البرلمان إلى دعوة ديفيد كاميرون إلى استعادة أغلب الصلاحيات والسلط التي تم تخويلها سابقا للاتحاد الأوروبي. وبحسب (التايمز) فإن نواب المحافظين يأملون في استرداد جانب من الصلاحيات الأوروبية ولاسيما في مجالات الشغل والسياسة الفلاحية المشتركة والصيد البحري والقضاء والشؤون الداخلية. وأضافت الصحيفة أن المحافظين وجهوا تحذيرا لزعيمهم بخصوص قيامهم بحركة تمرد ضده في حال عدم الاستجابة لمطالبهم الخاصة بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول علاقات جديدة بين الطرفين. وأشارت صحيفة (الغارديان) من جانبها إلى أن خطاب الملكة إليزابيث الثانية٬ اليوم البرلمان٬ يشكل الفرصة الأخيرة لديفيد كاميرون ٬ من أجل مواجهة تنامي مد حزب استقلال المملكة المتحدة (يمين متطرف)٬ وذلك عبر إقرار تدابير جديدة بخصوص هجرة رعايا الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا. وأبرزت الصحيفة أن الجميع ينتظر أن يتضمن خطاب الملكة٬ الذي تقوم الحكومة بتحديد معالمه الأساسية وخطوطه العريضة٬ إجراءات تحد من استفادة الرعايا الأوروبيين من مناصب الشغل والرعاية الصحية والتعويضات الاجتماعية. أما الصحف الألمانية فقد ركزت اهتمامها على الأزمة في سورية واتفاق واشنطنوموسكو للتوصل لحل سياسي٬ وبموافقة الحكومة الألمانية على صفقة بيع دبابات مثيرة للجدل لإندونيسيا٬ وبرفض وزير الداخلية الألماني التخلي عن الإشراف على المؤتمر السنوي حول الإسلام. وكتبت "فرانكفوتر أليغماينه" أن أزمة سوريا كانت من أهم المحاور التي ناقشها وزير الخارجية الأمريكي كيري ونظيره الروسي لافروف توجت باتفاق على بذل جهود مشتركة لإنهاء الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا وعقد مؤتمر دولي بمشاركة جميع الأطراف المعنية. واعتبرت "شبيغل أولاين" من جانبها أن هذه الخطوة محاولة جديدة من قبل الدولتين لحل الأزمة السورية في حين يتعين على نظام الأسد والمعارضة الجلوس معا على طاولة المفاوضات لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة. وتطرقت الصحف إلى صفقة بيع دبابات وآليات عسكرية أخرى ألمانية إلى إندونيسيا التي أبدت منذ الخريف الماضي اهتمامها باقتنائها إلا أن شركة "راينميتال" لصناعة الأسلحة الألمانية كانت تتحفظ على الإدلاء بأي بيانات في انتظار الضوء الأخضر. وذكر الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" استنادا إلى رد الحكومة على طلب إحاطة قدمته نائبة عن حزب الخضر المعارض٬ أن شركة "راينميتال" حصلت على موافقة من مجلس الأمن الاتحادي على تصدير 104 دبابات من طراز "ليوبارد 2"٬ وأربع مركبات إصلاح مدرعات وثلاث دبابات تجسير وثلاث مركبات للهندسة العسكرية. ومن جهتها أشارت "برلينيغ تسايتونغ" إلى أن الشركة ستورد إندونيسيا أيضا 50 دبابة مشاة قتالية من طراز "ماردر 1 إيه 2". من جهة أخرى سلطت الصحف الضوء على طلب تقدمت به اتحادات الجمعيات الممثلة للمسلمين في ألمانيا يتعلق بتخلي وزارة الداخلية عن إشرافها على مؤتمر الإسلام السنوي الذي ينظم في ألمانيا إلا أن وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش رفض هذا الطلب. وأضافت "دي فيلت " أن الوزير أكد أنه خلال الفترة التشريعية الحالية فإن الوزارة هي المسؤولة عن التماسك الاجتماعي وبالتالي عن المؤتمر الإسلامي مشيرة إلى أن المطالب لم تقف عند هذا الحد بل شملت أيضا استبعاد القضايا الأمنية من أجندة المؤتمر الإسلامي والتي قال الوزير عنه انه طلب "لا معنى له على الإطلاق" لأنه يعتبر أن قضايا الإرهاب والأمن لم يكن لهما دور في هذا المؤتمر. واهتمت الصحف أيضا بدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسئولين في الشركات الألمانية على تعيين المزيد من النساء في المناصب العليا. وكتبت "بيلد" أن ميركل أبدت لدى اجتماعها أمس مع قيادات نسائية من مختلف القطاعات ٬استعدادها لبذل جهود أكبر من أجل توفير مزيد من المرونة في الشركات للتوفيق بين الوظيفة والأسرة وتعيين حصة أكبر من النساء في مجالس إدارات الشركات وذلك في ضوء النسبة التي لا تتعدى ما بين 3 و4 في المائة للوظائف القيادية التي تتولاها النساء في مجالس إدارة أكبر مائتي شركة بألمانيا. وعادت الصحف الإسبانية إلى قضية الفساد المالي المتورط فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم) لويس بارسيناس وعدد من المقاولات٬ التي قدمت هبات للحزب. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس) أن "الشرطة أكدت التمويل غير القانوني للحزب الشعبي في إطار قضية بارسيناس"٬ مشيرة إلى أنه وفقا لتقرير الشرطة فإن الحزب حول الهبات التي تجاوزت الحد القانوني إلى حساب سري. وأوضحت الوثيقة٬ التي تقع في 131 صفحة٬ أن الحزب الشعبي قام٬ من خلال أمين المال السابق لويس بارسيناس٬ بخرق قانون تمويل الأجزاب السياسية بتحويله هبات غير قانونية إلى حساب بنكي آخر لتفادي مراقبة مجلس الحسابات. وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (إلموندو) أن الحزب الشعبي تلقى هبات "مشبوهة" من أزيد من عشر مقاولات٬ مضيفة أن الشرطة تتهم هذه الهيئة السياسية بتلقي "تمويلات غير قانونية". وأضافت اليومية أن "الأمر يتعلق بواقعة خطيرة تضع الحزب الشعبي في موفق حرج"٬ مشيرة إلى أنه يتعين على مسؤولي الحزب تقديم توضيحات بشأن هذه القضية في أقرب الآجال. وبموسكو٬ قالت صحيفة "كوميرسانت" إن التحضير للقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما في يونيو المقبل كان أحد الموضوعات الرئيسية على جدول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو.وأضافت أنه من المتوقع أن يكون اللقاء الجديد مثمرا على العكس من اللقاء السابق٬ فعلى الرغم من تدهور العلاقات الروسية الأمريكية ٬إلا أن موسكووواشنطن تعتزمان "تطوير التعاون في مجالات الاهتمام المشترك" ومنها مكافحة القرصنة الإلكترونية٬ وإزالة الفائض من الأسلحة النووية والكيماوية٬ ومكافحة الإرهاب. وحول نفس الموضوع ٬ذكرت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري اتفقا على أن يعملا بصورة مشتركة على بدء مفاوضات الحل السياسي بين الحكومة السورية والمعارضة.وأضافت أن موسكووواشنطن تؤيدان سيادة سوريا وسوف تستخدمان إمكانياتهما لحل النزاع السوري بالطرق السلمية. صحيفة "روسيسكايا غازيتا "قالت إن تقارير إعلامية تحدتث أن أطرافا خارجية معنية بحل الأزمة السورية تعد عدتها للتدخل في الصراع الدائر بين الحكومة السورية والمعارضة السورية٬ ولكن٬ لا يبدي أحد في أوروبا وتركيا والولايات المتحدة٬ الاستعداد الحقيقي للتدخل في النزاع السوري. وتتبدى في الوقت نفسه ٬تضيف الصحيفة ٬ أكثر فأكثر الشكوك في دعم المعارضة السائرة إلى الوقوع تحت سلطة القوى الإسلامية الراديكالية .